اعتقلت أجهزة الأمن في موسكو أمس، ستة أشخاص أعلنت انتماءهم إلى حزب إسلامي محظور، مدرج على لائحة الإرهاب في روسيا منذ العام 2003، وحيازتهم أسلحة ومتفجرات ومنشورات تحض على العنف. ويشكل ذلك أول إعلان لوجود الحزب في العاصمة الروسية، في وقت ينشط منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في منطقة آسيا الوسطى. وتخشى السلطات الروسية تزايد خطر الإسلاميين المتشددين خارج منطقة شمال القوقاز، ذات الغالبية المسلمة والتي تشهد تمرداً ترتبط جذوره بحربين انفصاليتين شهدتهما جمهورية الشيشان خلال الحقبة السوفياتية. وأوضحت وزارة الداخلية الروسية أن وحدات خاصة دهمت منازل المعتقلين الذين تكتمت على أسمائهم مع الاكتفاء بإعلان أنهم من أوزبكستان وطاجيكستان، وعثرت داخلها على أسلحة وذخائر بينها بنادق آلية وتسع قنابل حارقة، إضافة إلى منشورات «ذات طابع متشدد». وتوقعت الداخلية أن تكشف التحقيقات المكثفة التي باشرتها معلومات إضافية، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن «أعضاء الخلية نشطوا في تجنيد أنصار في مساجد موسكو، ووزعوا أخيراً منشورات تدعو إلى التشدد». وفيما لم يسبق إعلان إحباط نشاط لخلية إرهابية في العاصمة الروسية، بخلاف مدن القوقاز، شكك خبراء متخصصون في شؤون الأحزاب المتشددة برواية السلطات، وبين هؤلاء أليكسي مالاشينكو، مدير مكتب مؤسسة «كارنيغي» في موسكو، الذي اعتبر معطيات الشرطة «متضاربة، خصوصاً بعدما أعلنت في مرحلة أولى أن الموقوفين ينتمون إلى حزب الصحوة الإسلامية الذي لا وجود له أصلاً في روسيا»، قبل إعلان انتمائهم إلى «حزب التحرير». وأوضح الخبير مالاشينكو، أن حزب «الصحوة في طاجيكستان» هو الحزب الوحيد الذي يحمل هذا الاسم في الفضاء السوفياتي السابق، و»هو مرخص وينشط سياسياً، ولم تسجل أي سابقة له في استخدام العنف أو التحريض على التشدد، وكان منذ انتهاء الحرب الأهلية في طاجيكستان عام 1997 شريكاً في ائتلافات شكلت الحكومة مرات». وأفاد موقع «حزب التحرير الروسي» على الإنترنت بأن «60 مسلماً اعتقلوا في موسكو ومنطقتها ومدينة أوفا في باشكورتوستان»، متهماً الشرطة ب «زرع القنابل والأسلحة في هذه المناطق». وكانت موسكو أعلنت قبل أسابيع، اعتقال أحد قياديي «حركة تركستان الإسلامية» التي تنشط في جمهوريات آسيا الوسطى، وهو مواطن طاجيكي الجنسية فرّ من بلاده وأدرِج اسمه على لائحة المطلوبين الدوليين منذ العام 2004. ولفت خبراء إلى احتمال وجود رابط بين الحادثين. وينشط «حزب التحرير» الذي يتخذ بريطانيا مقراً له، ويهدف إلى إقامة دولة إسلامية، في المناطق المسلمة بروسيا، وبينها باشكيرستان وتترستان، حيث دين كثيرون العام الماضي بالانتماء إلى المنظمة المتطرفة، وصدرت أحكام بسجنهم فترات طويلة العام الماضي.