اتهمت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي لجنة العقود والتسلح في وزارة الدفاع بالفساد الذي يحيط بصفقة السلاح الروسية، فيما رجح مصدر سياسي رفيع المستوى أن يكون الضغط الأميركي وراء إلغاء الصفقة. وألغى العراق صفقة لشراء أسلحة روسية ب4.2 بليون دولار، اتفق عليها رئيس الوزراء نوري المالكي خلال زيارته موسكو الشهر الماضي، وشملت طائرات «ميغ 29»، و30 مروحية هجومية من طراز «مي -28» و42 «بانتسير-اس1» وهي أنظمة صواريخ أرض-جو. وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب حسن جهاد ل «الحياة» أمس أن «الشبهات الآن تحوم حول لجنة عقود التسلح في وزارة الدفاع بوصفها المسؤولة عن الفساد الذي لف صفقة الأسلحة مع روسيا». وأضاف أن «آخر المعلومات تفيد بأن هذه اللجنة هي المسؤولة عن ذلك والتحقيق البرلماني سيبدأ قريباً مع أعضاء هذه اللجنة». ولفت إلى أن «الأيام المقبلة ستشهد إعلان أسماء المتورطين». وأوضح أن «فضيحة إلغاء هذه الصفقة أكدت تقارير وصلت إلى لجنة الأمن والدفاع قبل سنوات عن متنفذين في لجنة عقود التسلح مسؤولة عن العشرات من الصفقات المشبوهة سابقاً». وأشار إلى أن «جهات متنفذه (لم يسمها) تمتلك نفوذاً قوياً في هذه اللجنة مكنت أعضاءها في مناصبهم، على رغم الملاحظات التي تسجل عليها منذ سنوات»، ورجح إلغاء صفقة السلاح مع تشيخيا. ووقع العراق مع تشيخيا عقود تسلح بقيمة بليون دولار لشراء طائرات حربية وفتح مستودع لصيانة الدبابات والمدرعات في العراق، بالتزامن مع الصفقة الروسية. واعتبر جهاد إلغاء الصفقة «فضيحة كبيرة ومثيرة للاستغراب لأن الوفد العراقي الذي زار موسكو كان على مستوى رفيع برئاسة المالكي وعضوية عدد من الوزراء ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان». وأبدت أوساط سياسية استغرابها تباين تصريحات المسؤولين عن إلغاء الصفقة. وكان وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي قال خلال مؤتمر صحافي مساء أول من أمس إن «الصفقة لن تتوقف على رغم الضجة»، واعتبر»اللغط الذي حدث يهدف إلى حرمان العراق من عقود التسلح». وأكد «تحمله كامل المسؤولية أمام العراقيين ووسائل الإعلام». إلى ذلك، رجح مسؤول سياسي رفيع المستوى أن تكون الولاياتالمتحدة وراء إلغاء صفقة التسلح مع روسيا، وأكد ل «الحياة» أن «أميركا أبلغت إلى أصدقاء لها في العراق تحفظها عن الصفقة». وأضاف أن «واشنطن قد تكون لعبت دوراً في إلغاء الصفقة أو ضغطت على الحكومة لإلغائها بحجة الفساد». وكان مسؤول في المجمع الصناعي العسكري الروسي قال لوكالة «نوفوستي» الروسية أول من أمس أن «سبب إلغاء صفقة الأسلحة مع العراق تمت بضغط أميركي»، فيما لم تعلن موسكو موقفها الرسمي.