أعلن قيادي في مجالس الصحوة السعي الى التحالف مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الانتخابات التشريعة المقبلة، واكدت مصادر «حزب الدعوة» الذي يتزعمه المالكي ان «الدعوة» لا يمانع في التحالف مع تيارات وتشكيلات وطنية. في غضون ذلك، كشفت مصادر برلمانية ان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئيس الوزراء السابق رئيس «القائمة العراقية» اياد علاوي يبحثان في كردستان تشكيل تحالف يحقق الغالبية البرلمانية في الانتخابات التشريعة المقبلة تتمكن من تسمية رئيس الوزراء. وقال المستشار الاول لزعيم مجالس الصحوة في العراق الشيخ فاضل الضايع ان «قيادة الصحوات بدأت تحركات واسعة من اجل استقطاب غالبية التكتلات والاحزاب في الانبار لضمها مع الصحوة الى الأئتلاف مع قائمة رئيس الوزراء المشاركة في الانتخابات المقبلة». واوضح الضايع في اتصال مع «الحياة» ان «الصحوة تبحث عن حليف قوي لا يخذلها» مشيراً الى «الإنجازات الكبيرة التي حققتها الصحوة تمنحها صلاحيات ضم العشائر والاحزاب الكبيرة في الانبار لتشكيل قائمة انتخابية واحدة، ومن ثم الانخراط ضمن مكونات قائمة رئيس الوزراء» لافتاً الى ان «فشل الحزب الاسلامي في مساندة الصحوة وتنفيذ الوعود التي قطعها زعماؤه امام ابناء الانبار في تحسين واقعهم المعيشي والخدمي جعلنا نعيد ترتيب الاوراق بما يتماشى ومصالح ابناء الانبار». وأكد الضايع ان «حزب الدعوة يمثل الشريك والحليف القوي والمتنفذ الذي تبحث عنه الصحوة» واضاف «لم نفاتح رئيس الوزراء بعد برغبتنا في التحالف معه ريثما ننهي الإجراءات المتعلقة باستقطاب بعض الاحزاب والعشائر ضمن قائمة الصحوة» وزاد «ما يشجعنا على التحالف مع رئيس الوزراء هو البرنامج السياسي الذي تبنته الحكومة والذي يمثل خط حزب الدعوة حيث ابتعد عن المذهبية والتعصب الطائفي وتعامل مع الجميع بروح وطنية حقيقية وهو ما نسعى اليه» وتابع ان «ملف الصحوات قارب على الانتهاء بعد اتمام المهمات الأمنية التي تكفل بها مما عزز فكرة التفرغ للعمل السياسي من قبل قادة الصحوة». من جهته اكد مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه ان «حزب الدعوة لا يمانع في التحالف مع بعض التيارات والاحزاب الوطنية» معتبراً «الدخول في ائتلافات مع تكتلات سياسية وغيرها خطوة ايجابية تسجل لصالح القائمة الانتخابية فضلا عن تعزيز مكانتها لدى الناخب العراقي كونها تضم غالبية المكونات العراقية ولا تقتصر على فئة معينة» واشار الى ان «حزب الدعوة وضع شروطاً للتحالف مع بقية المكونات او الاحزاب واهمها اعتماد برامج انتخابية وسياسية وطنية تنبذ العنف وترفض التخندق الطائفي». وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني استقبل طارق الهاشمي واياد علاوي في مقر اقامته في منتجع صلاح الدين بمحافظة اربيل اول من أمس. وأشار بيان لحكومة الاقليم الى ان «الهاشمي وعلاوي طلبا أن يُجرى العمل بالتعاون والتنسيق المشترك بين كافة الاطراف من اجل تعميق مسيرة الديموقراطية في عموم العراق». وبعد ساعات من لقائه بارزاني في اربيل، التقى الهاشمي رئيس الجمهورية جلال طالباني في منتجع دوكان بمحافظة السليمانية. وذكر بيان لمكتب طالباني انه «تم تبادل الآراء في شأن ضرورة توطيد التعاون والتنسيق المشترك بين القوى الفاعلة، والعمل على المشتركات الوطنية العريضة لا سيما في المرحلة المقبلة التي تُجرى فيها الانتخابات النيابية وتدخل البلاد في مرحلة حساسة ومتقدمة تتطلب جهداً وطنياً جامعاً». وتأتي زيارة الهاشمي وعلاوي الى كردستان بعد يومين من عودة رئيس الوزراء نوري المالكي من زيارة «للبحث في الملفات العالقة بين الاقليم والمركز»، لكن رئيس الكتلة الصدرية عقيل عبد الحسين أكد ل «لحياة» ان «هدف زيارة المالكي هو لاستكشاف مدى قبول الاكراد بولاية ثانية له»، مشيراً الى انه «عاد بخفي حنين لأن الأكراد لا يستسيغون بقاء المالكي في منصبه لأربع سنوات أخرى». وأكد النائب عن «كتلة التحالف الكردستاني» عادل برواري ل «الحياة» ان «مسألة الانتخابات البرلمانية المقبلة وتشكيل تحالف قوي يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في المساهمة في صنع القرار كانا محور بحث خلال اجتماع الهاشمي وعلاوي وبارزاني»، مبيناً ان « الانتخابات الاخيرة التي أُجريت في الاقليم أكدت ان بارزاني وقائمة التحالف الكردستاني يحظون بثقة الشعب الكردي الذي يمثل نحو ثلث الشعب العراقي، وبالتالي فإن الاكراد سيمثلون حجر الزاوية في الانتخابات المقبلة». وأوضح ان «الجميع يسعى لتشكيل قائمة وطنية عابرة للتخندقات الطائفية والعرقية»، مشيراً الى ان «الزيارة بحثت أيضاً خلافات الهاشمي وعلاوي مع المالكي والطرق الناجعة لحلها». وكشف ان «علاوي يعد نفسه للفوز بمنصب رئاسة الوزراء مرة أخرى، وهذا حقه المشروع». الى ذلك، استبعد الناطق باسم «جبهة التوافق» والقيادي في «الحزب الاسلامي» سليم الجبوري في تصريح ل :الحياة» ان «تتوصل هذه المحادثات (الهاشمي والهاشمي والأكراد) الى نتيجة مرضية أو تستطيع تشكيل كتلة تخوض الانتخابات المقبلة». وذكر الجبوري انه «يمكن ان تسفر هذه المباحثات عن تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى الحالية في شأن بعض الملفات والقضايا السياسية والقوانين أو في شأن الامور المستقبلية مثل توزيع المناصب»، مشيراً الى ان «جبهة التوافق لديها خيارات مفتوحة لخوض الانتخابات المقبلة، إما خوضها منفردة أو تتحالف مع احزاب وكيانات سياسية أخرى» مشيراً الى وجود «مباحثات مع مختلف القوى السياسية حول الموضوع». وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان «الاطراف الثلاثة (علاوي والهاشمي والأكراد) يبحثون منذ اسابيع في تشكيل تحالف ثلاثي يضمن الفوز بغالبية المقاعد البرلمانية للحيلولة دون عودة المالكي رئيساً للوزراء لولاية ثانية»، ولفتت الى ان « تلك الاطراف يجمعها الخلاف مع المالكي لكنها تختلف في ما بينها على الكثير من الامور». من جانبه اعتبر رئيس «جبهة التوافق» ظافر العاني ان « العمر الافتراضي للجبهة انتهى». وقال ل «الحياة» ان «الجبهة تشكلت من اجل الدورة البرلمانية الحالية التي اشرفت على الانتهاء لذلك فإن زمنها أنتهى، والسبب الذي تشكلت من اجله زال». وأضاف ان «أطراف الجبهة تبحث في شكل منفرد وكل على حدة عن تحالفات جديدة لأن الجميع يسعى لولوج الخيار الوطني». وتابع العاني، الذي يشغل ايضاً منصب «رئيس تجمع المستقبل» ان « خياراتنا وتحالفاتنا المستقبلية ومفاوضاتنا الحالية هي بعيدة كل البعد من جبهة التوافق».