أصبت وزوجتي في حادثة مرورية، وتم إسعافنا لأقرب مستشفى، ولكن عندما حضرت للمستشفى أجلسوني مع «الحراس» وأخذوا زوجتي ب «الكرسي»، وانتظرت إلى أن أحضروا لي الكرسي نفسه لكي يأخذوني لقسم الطوارئ، وعندما أُدخلت قسم الطوارئ لم أجد غير طبيبة واحدة وسستر واحدة... وتركوني جالساً على الكرسي لفترة طويلة حتى تألمت، لأن وجهي كان به «ورم» من آثار الصدمة وأضلعي اليمنى واليسرى كانت تؤلمني جداً، وكنت أعاني من ألم فظيع في مفصل القدم اليمنى عند الفخذ في الحوض، طلبت من أحد الممرضين أن أرقد على «النقالة» فسمح لي بذلك، وظللت أكثر من ثلاث ساعات وأنا راقد أتألم، ولكن لا «حياة لمن تنادي»، لم تحضر الطبيبة لتسألني عما أعانيه من آلام مبرحة، لأن زوجتي كانت تنزف من جراء ما أصابها في وجهها من جرح كبير، فكانت تقوم بالواجب تجاهها وتسعفها.. حتى بعد الانتهاء من خياطة جرح زوجتي لم تحضر لترى ما بي من آلام، وتسألني عما لدي من أمراض أخرى لتقوم بواجبها. بعد فترة طويلة أتى أحد الممرضين وقاس لي «الضغط»، ومن ثم بمساعدة أهلي ذهبوا بي إلى غرفة الأشعة المقطعية، ثم أدخلوني إلى صالة صغيرة جداً، وظللت على تلك الحال إلى أن أدخلوني غرفة بها مريضان، وقد بلغت الممرض بأني مريض «سكري»، وعندما حضر الطبيب الذي أبلغني بالكسر في «الحوض»، ذكرت له بأني مريض «سكري»، ولكن هيهات، ولمن تشكو، وعند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً طلبت إذن خروج من المستشفى، وبلغت الطبيب أيضاً، فقالوا لي على مسؤوليتك قلت لهم: نعم على مسؤوليتي، وأعطوني ورقة أمضي عليها بالخروج، فقمت بالإجراء لكي أخرج وأذهب إلى مستشفى آخر لأجد مزيداً من العناية، ولكن حضر رجل الشرطة، أو المرور، الموجود بالمستشفى، وقال لن تخرج فأنت هنا في «الحجز» ومنعني من الخروج، وبدأت أطالب بعلاج ل«السكر»، سواء أكان حبوباً أو حقنة «أنسولين»، ولكن أيضاً لا حياة لمن تنادي... أرسلت أحد الإخوة إلى منزلي لكي يحضر لي حبوبي التي استعملها، وأحضرها لي وبدأت في استعمالها حتى تم نقلي إلى الطابق الأعلى في غرفة الحجز التابعة للمرور. أما عن «السسترات»، فحدث ولا حرج، فعندما تريد منهن خدمة معينة مثل قضاء حاجة لأنك ممنوع من النزول والذهاب على أرجلك، فلا يلبين لك النداء مباشرة، أقلها نصف ساعة أو أكثر، حتى ولو بلغت بك الذروة في قضاء إحدى الحاجات الطبيعية، وعندما سألت إحدى السسترات لماذا لا تلبين نداءنا عندما نطرق لكم الجرس للحضور؟! ردت عليّ قائلة: «لسنا نحن من نلبي لكم طلباتكم بل «الشرطة» التي من المفترض أن تأتي وتلبي لك ما تريد»، صدمتني إجابتها، فكيف وأنا مريض ورجلي مربوطة بقائمة السرير وداخل المستشفى ويلبي نداءي رجل الشرطة، الذي لا يسمع صوتي أو «رنة» جرس السرير الذي أرقد عليه، فالممرضات يماطلن في تلبية النداء، أستغرب ذلك المفهوم الخاطئ لدى «السسترات» تجاه من ارتكب خطأً ما في الطريق. ما حز في نفسي أنه عندما انتهت حبوب «السكري» أبلغت إحدى «السسترات»، فقالت لي يجب أن تبلغ الدكتور غداً عند التاسعة أو التاسعة والنصف عندما يحضر «للمرور»، فهل يُعقل هذا؟ وأنا أمامي وجبتا العشاء والفطور، ويجب عليّ أن أتناول عقب كل منهما علاج «السكري»، الأغرب من ذلك عندما حضر الطبيب في اليوم الثاني وذكرت له ذلك لم يسأل الممرضة لماذا لم تستعن بالطبيب «المناوب»، وكتب لي علاجاً وطلب من الممرضة إحضاره من الصيدلية، وانتظرت ساعة كاملة واتصلت بهم أسألهم فقالوا لي بأنهم نزلوا «الأورشتة» في الصيدلية ولم يعطونا العلاج، حتى حضر ابن عمي وطلبت منه الذهاب إلى الصيدلية لكي يحضر لي علاج «السكري»، وعندما ذهب وطلب منهم العلاج قالوا له بأنهم لم يحضروا أي ورقة بها العلاج، وأبلغت الممرضة بذلك وقلت لهم بأنكم لم تذهبوا لإحضار العلاج، واستمروا معي على هذا المنوال من التاسعة صباحاً وحتى الواحدة والنصف ظهراً، ثم بعد ذلك أحضروا لي العلاج. أثناء محاجتي مع الممرضة كان بالقرب مني يرقد مع أخيه أحد السعوديين، الذي قال لي بأن هذا المستشفى معروف لدينا باسم: مستشفى «المقبرة»! لا أدري لماذا أطلقوا عليه تلك الأسماء؟ وعند خروجي أتى إليّ أحد الممرضين «السعوديين» فقال لي يجب عليك دفع «نقود» للمستشفى، فقلت له هل يعقل أن أدفع إلى مستشفى حكومي نقوداً؟ فهل أنا من طلبت منهم أن يحضروني إلى هنا؟ وكنت قد أخرجت لهم بطاقة التأمين التي أحملها في جيبي على أن يحولوني إلى أقرب مستشفى آخر لكي يتم علاجي فيه، وقال لي الممرض بأنني لست مؤهلاً لأن أتعالج في هذا المستشفى الحكومي، فقلت له أريد أن أقابل مدير المستشفى، وفي تلك اللحظة كان أحد مسؤولي المرضى حاضراً ويسمع ما أقول، فقال لي اذهب إلى سريرك وسأحضر لك بعد قليل، وعندما حضر قال لي من الممكن أن تخرج الآن، ولا نريد منك شيئاً. Abohassan [email protected]