أنقرة - وكالة نوفوستي - عقد رئيسا الحكومتين الروسية والتركية فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان في أنقرة أمس محادثات اقتصرت عليهما فقط واستمرت أكثر من ساعتين. وتبعت اللقاء محادثات موسعة بمشاركة رئيسي الجانبين الروسي والتركي في اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور سيتشين ووزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز، ومساعدي رئيسي الحكومتين، وممثلين عن وزارتي خارجية البلدين. ومن المقرر أن يلتقي بوتين واردوغان في ختام المحادثات الثنائية رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلوسكوني. وستجرى بعد ذلك مراسم توقيع اتفاقات التعاون بين روسيا وتركيا. ويزور بوتين أنقرة تلبية لدعوة نظيره اردوغان. ووصفت وسائل الإعلام التركية الزيارة بالتاريخية. وأعلنت قناة «أن تي في» التركية أن موضوع الطاقة سيحتل مركز الصدارة في المحادثات المشتركة، بما فيها المسائل المتعلقة بمد أنبوب «التيار الأزرق-2» الذي قد يصل إلى إسرائيل، وتنفيذ مشروع أنبوب «التيار الجنوبي» لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا مروراً بتركيا، وأنبوب «سمسون- جيهان» لنقل النفط، وبناء مستودع ضخم للغاز في تركيا. وذكرت قناة « سي أن أن تورك» أن رئيسي الحكومتين الروسية والتركية سيناقشان شؤون العلاقات الثنائية بين بلديهما وسبل تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات. وصرّح نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور سيتشين أن روسيا وتركيا قد توقعان خلال زيارة بوتين أكثر من 15 اتفاقاً للتعاون. وقال سيتشين خلال اجتماع اللجنة الحكومية الروسية التركية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي أمس: «نعد أكثر من 15 اتفاقاً لرئيسي حكومتي البلدين وقد يجرى توقيع هذه الاتفاقات غداً (اليوم)». وأضاف، القرار النهائي في شأن توقيع الاتفاقات يعود إلى رئيسي الحكومتين. وأكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز ضرورة الوصول بحجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا في غضون 4 سنوات إلى 100 بليون دولار. تجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد منذ 2003 نحو 6 مرات، ووصل في 2008 إلى 38 بليون دولار. ونقل موقع «بي بي سي» الإلكتروني، أن بوتين واردوغان سيوقعان مذكرة تفاهم في شأن موافقة أنقرة على البدء في أعمال الحفريات لبناء جزء من مشروع أنابيب «ساوث ستريم» تحت المياه الإقليمية التركية. وذكر مكتب رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو بيرلوسكوني أنه سيشهد حفل التوقيع، بحيث تنخرط مؤسسة «اني» الإيطالية للطاقة في شراكة مع «غازبروم» الروسية العملاقة. ويعتبر خط «ساوث ستريم» منافساً رئيساً لمشروع خط «نابوكو» الذي اطلقته انقرة رسمياً في حزيران ( يوليو) الماضي ويهدف إلى تزويد أوروبا بالغاز من دون الحاجة إلى الإمدادات الروسية. وذكرت الحكومة الروسية في بيان أن العمل في المياه الإقليمية التركية يبدأ نهاية 2010 أو مطلع 2011، على أن يبدأ تشغيل الخطوط في 2013. وستنقل خطوط «ساوث ستريم» نحو 31 بليون متر مكعب غازاً من روسيا وآسيا الوسطى وكازاخستان. وتمر هذه الأنابيب في قاع البحر الأسود لتصل بين روسيا وبلغاريا فتنقسم إلى جزء شمالي غربي يتجه نحو النمسا وآخر جنوبي يتجه نحو إيطاليا واليونان. وإضافةً إلى مشروع «ساوث ستريم» يوقع بوتين واردوغان اتفاقات في مجالات الجمارك والزراعة والثقافة والتعليم. وعلى بروتوكول آخر في مجال النفط يهدف إلى درس مشروع أنابيب بين مرفأ شمشون على البحر الأسود ومرفأ جيهان على البحر الأبيض المتوسط. وتسعى تركيا من خلاله إلى تقليل حركة الحاويات عبر مضيق البوسفور المزدحم في اسطنبول. وتتشارك «اني» الإيطالية ومجموعة «جالك» التركية القابضة في بناء خط شمشمون - جيهان. وسيوقع الجانبان وثيقة لبناء المحطة النووية الأولى في تركيا من قبل روسيا، وهو مشروع أُجّل مراراً. وذكرت مصادر روسية أن المشروع يتكون من أربعة مفاعلات طاقتها الإجمالية 1200 ميغاوات. لكن خطط أنقرة لبناء أول محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية ووجهت بمعارضة من ناشطين بيئيين، فتظاهر نحو 20 شخصاً من جماعة ال «غرين بيس» وسط أنقرة قبيل زيارة بوتين، وحملوا لافتات كتب عليها «نووي؟ لا شكراً لك».