أعلنت السلطات الأمنية السعودية أمس، ضبط 10 سعوديين ممن أُطلق سراحهم في قضايا أمنية، ومقيم يمني خططوا للاستيلاء على دورية حرس الحدود في منطقة نجران والتسلل بها إلى اليمن، وذلك بعد تعرض اثنين من رجال الأمن لوابل من الرصاص نتج منه استشهادهما، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل«الحياة» أن «الجناة كانوا ينوون الدخول إلى اليمن بعد أن يستولوا على سيارة حرس الحدود». وأوضح اللواء منصور التركي في بيان أمس، أن إحدى دوريات حرس الحدود في قطاع شرورة في منطقة نجران تعرضت لكمين من عدد من الأشخاص المسلحين بأسلحة رشاشة، فجر أمس الاثنين، ما نتج من ذلك استشهاد الجندي أول فهد الحمندي، والجندي أول محمد منيع. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية: «تمكن رجال الأمن من متابعة هؤلاء المعتدين أثناء محاولتهم تجاوز الحدود السعودية إلى الأراضي اليمنية، وتبادل حرس الحدود معهم إطلاق النار والقبض عليهم، وعددهم 10 سعوديين ومقيم يمني»، مشيراً إلى أن «أربعة منهم تعرضوا إلى إصابات بليغة». وأضاف: «بعد التثبت الأولي من هوياتهم وسجلاتهم الجنائية اتضح أن جميع المقبوض عليهم من السعوديين ال10 هم ممن سبق أن أوقفوا لارتباطهم في جرائم وأنشطة الفئة الضالة، وتم إطلاق سراحهم أخيراً». وأكد اللواء التركي أن رجال الأمن لن يتهاونوا في أداء مهماتهم وواجباتهم، وأن القضاء الشرعي هو الفيصل في مصير أولئك الذين تورطوا بأنشطة الفئة الضالة، وأن الأجهزة المختصة تبذل ما في وسعها للعمل على تصحيح مفاهيم من يتم إطلاق سراحهم أثناء استيفائهم للعقوبات المقررة شرعاً. وأشار إلى أن «المسؤولية الاجتماعية تبقى على المحيطين بهم للتأكد من سلامة نهجهم، وعدم تهديدهم لأمن وسلامة المجتمع، مع أهمية المبادرة بإبلاغ الجهات المختصة عن كل ما يثير الاشتباه». ولفت التركي في اتصال هاتفي مع «الحياة» إلى «أن الجناة خططوا للاستيلاء على سيارة دورية حرس الحدود أثناء تسللهم؛ للدخول على متنها إلى الأراضي اليمنية، وذلك باستهداف الدورية وإطلاق النار عليها أثناء عملهم المعتاد على الحدود السعودية اليمنية»، مشيراً إلى أنه ضبط بحوزتهم قطعتا سلاح رشاش وثلاثة مسدسات، وقطعتا سلاح أبيض (سكين). وفي سؤال حول تأثير العملية على إطلاق سراح الموقوفين في السجون، قال اللواء التركي إن التعامل مع الموقوفين والمحكومين، يخضع للأحكام القضائية، ولا يمكن التصرف بها من دون حكم قضائي، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تبذل ما في وسعها في محاولة لتصحيح مفاهيم من غرر به من خلال برامج المناصحة والرعاية، وكذلك الرعاية اللاحقة. وأضاف: «نحن نعول كثيراً على مهماتنا ومسؤولياتنا في مكافحة الإرهاب، وتعزيز الرقابة على حدود المملكة مع دول الجوار، حتى لا يتمكن مثل هؤلاء من التسلل». من جهة أخرى، أوضح قائد حرس الحدود في منطقة نجران اللواء محيا العتيبي، أن الكاميرات الحرارية رصدت مجموعة من الأشخاص كانوا يسيرون على أقدامهم في محاولة منهم للهرب والتسلل باتجاه الحدود السعودية – اليمنية، مشيراً إلى أن الجناة أطلقوا النار على دورية حرس الحدود بعد شعورهم بأن هناك كميناً من الجهات الأمنية. وقال اللواء العتيبي: «إنه تم تبادل إطلاق النار بين الدوريات والجناة، وذلك بعد عمل خطة لتطويق الموقع بالكامل، وتضييق الخناق عليهم، والقبض عليهم، من بينهم أربعة أشخاص نقلوا إلى مستشفى شرورة العام، وفرضت عليهم حراسة مشددة». إلى ذلك، أشار المتحدث الإعلامي باسم حرس الحدود العقيد سالم السلمي ل«الحياة» إلى أن الجناة كانوا ينوون قتل رجال حرس الحدود، واختاروا فترة الليل لتنفيذ مخططهم الإجرامي، خصوصاً وأن الجناة كانوا يسيرون نحو الحدود السعودية - اليمنية متسللين، للانضمام إلى عناصر فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن.