عرض رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع نظيره البلغاريي بويكو بوريسوف في مقر رئاسة الحكومة في العاصمة صوفيا، سبل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة. وعقد ميقاتي وبوريسوف اجتماعاً ثنائياً، أعقبته محادثات موسعة شارك فيها وزراء من الجانب البلغاري اضافة الى الوفد الوزاري اللبناني. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي أعلن بوريسوف أن «بلغاريا لن تشير بإصبع الاتهام إلى أحد في تفجير مطار بورغاس في صوفيا إلا بعد توفير الأدلة الكاملة على ذلك». وإذ رفض التعليق على سؤال يتعلق بالاتهامات الإسرائيلية ل «حزب الله» بالضلوع في التفجير، قال: «من حق كل طرف أن يقول ما يريد، لكننا لا نعتمد إلا على الأدلة والوقائع». ولفت إلى أنه «لم يكن لزيارة الرئيس ميقاتي أي علاقة بموضوع التفجير»، وقال: «هدف الزيارة هو البحث في العلاقات بين بلدينا، وما يهمنا في هذا الصدد أن يظل لبنان بلداً مستقراً، وألاّ تمتد نيران النزاع في سورية إليه». واستنكر التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة اللواء وسام الحسن، وقدم تعازيه إلى ذوي الضحايا. وعن المعلومات التي تشير إلى وجود متفجرات بلغارية في مكان الانفجار، قال: «نحن نستنكر محاولات البعض زج اسم بلغاريا في هذا الموضوع». أما ميقاتي، فقال بدوره: «نحن نستنكر الانفجار الذي حصل في مطار صوفيا وكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين. أما في ما يتعلق بالتحقيق، فلم نتطرق إلى هذا الموضوع خلال الزيارة، ولكن من خلال متابعتنا للموضوع، نرى أن الحكومة البلغارية تقوم بالتحقيق بحرفية مطلقة، ولن يكون هناك أي اتهام من دون البراهين اللازمة». النأي بالنفس وعن الموقف اللبناني من الأحداث في سورية، قال: «شرحنا للجانب البلغاري سياسة النأي بالنفس التي نتبعها، وأكد رئيس وزراء بلغاريا دعمه هذه السياسةَ، والأمنَ والاستقرار في لبنان. نحن لا نتدخل في شؤون الآخرين، ويهمنا أن يتفهم المجتمع الدولي الموقف اللبناني ويدعم الاستقرار في بلدنا في هذه المرحلة الصعبة». وكان ميقاتي التقى قبل ذلك رئيسة مجلس النواب البلغاري تشيتسكا تساشيفا في حضور الوفد اللبناني وأعضاء لجنة الصداقة اللبنانية - البلغارية في البرلمان البلغاري. وأكدت تساشيفا «عمق الصداقة بين لبنان وبلغاريا»، مشيرةً الى ان «العلاقات الوطيدة بينهما تترجم بشكل مهم من خلال لجنة الصداقة البرلمانية». وقالت: «لبنان وبلغاريا يقعان في مناطق جغرافية ساخنة ونحن نتابع باهتمام ما يجري من حولكم وعلى حدودكم، ونأمل ألا يتم تصدير المشكلة السورية الى لبنان، لكننا نشعر بالقلق لانه حتى، لم يتم احترام الهدنة في عيد الاضحى. إننا في هذا الصدد ندعم جهودكم للحفاظ على سلامة وطنكم وارضكم وحدودكم، ونعتبر ان الجسر الحي بين بلدينا والمتمثل باللبنانيين المقيمين في بلغاريا والمواطنين البلغار الموجودين في لبنان يشكل خير داعم لهذه العلاقة التي نريدها دائماً قوية». بدوره أشار ميقاتي الى ان البحث تناول «التعاون الثنائي وسبل تفعيله، ونتطلع الى توطيد التعاون المشترك في المجالات كافة». وشدّد على «ضرورة تسيير خط جوي مباشر بين بيروت وصوفيا لتسهيل تنقل الافراد ورجال الاعمال وتعزيز التعاون الثنائي». وبعد ذلك، استفسرت رئيسة البرلمان البلغاري من ميقاتي وفق بيان لمكتبه الاعلامي، عن التحضيرات في لبنان للانتخابات التشريعية، ودار نقاش بشأن تجربة البلدين على صعيد القوانين الانتخابية. ثم نقل ميقاتي الى تساشيفا دعوة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لزيارة لبنان، كما طلبت من ميقاتي نقل دعوة لبري لزيارة صوفيا. كذلك التقى ميقاتي وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف وبحثا في العلاقات الثنائية وعدد من الملفات المشتركة. وغادر ميقاتي بلغاريا إلى هنغاريا في زيارة رسمية تستمر يوماً واحداً.