تميّز اليوم الثاني من المؤتمر العام السادس لحركة «فتح» بجلسة عاصفة تخللتها خلافات حادة تناولت عدم تقديم التقرير الاداري والمالي للحركة، وسبل مشاركة اعضاء المؤتمر من غزة في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، في وقت اشتعلت «حرب معسكرات» داخل المؤتمر. وكانت جلسة امس شهدت نقاشات حادة عندما طالب اعضاء في المؤتمر اللجنة المركزية بتقديم التقرير المالي والاداري عن عملها على مدى 20 عاما وكيفية انفاق الاموال. وفي ضوء ذلك، استدعي الرئيس محمود عباس على عجل الى القاعة حيث تدخل لاحتواء الخلافات قائلا: «ان الشعب كله ينتظر نجاح المؤتمر»، و«كثيرون يتمنون الا ينجح». واضاف ان هناك «فرقاً بين المحاسبة وتصفية الحسابات، ونحن نشعر ان هناك من يريد تصفية الحسابات». وتابع ان المؤتمر قد يمتد يومين اضافيين. من جهة أخرى، لاقت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للرئيس الفلسطيني محمود عباس في الرسالة التي بعث بها إليه أول من أمس أهمية خاصة في الأوساط العربية. وأكدت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي أن ما ورد في هذه الرسالة يتوجب على الفلسطينيين الأخذ به خريطة للطريق السوي الذي تتطلع إليه شعوب الأمة الإسلامية. وفي القاهرة، أشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بموقف خادم الحرمين من القضية الفلسطينية وتأكيده على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الفلسطينية، وقال: «إنني أقرأ رسالة خادم الحرمين الشريفين بمثل وضوحها وهذا الشيء ضروري لأن الملك عبدالله تحدث باسمنا جميعاً لأنه لا بد من وضع حد للنزاع الفلسطيني والخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه القضية الفلسطينية بسبب هذا النزاع والانقسام الفلسطيني». وفي العودة إلى مؤتمر فتح حاول عضو المؤتمر حسام خضر الاعتراض، طلب منه عباس ان يجلس، لكنه اصر، فطلب منه الرئيس الجلوس او المغادرة، مشيرا الى ان الخطاب الشامل الذي القاه يشكل التقرير الاداري للجنة. من جانبه، قال خضر: «في هذه السنوات الطويلة، وقعت اللجنة (المركزية) في اخطاء وخطايا، ونحن نريد منها ان تقدم تقريرها الى المؤتمر». كما اعترض، ومعه آخرون، على اسلوب اختيار العضوية في المؤتمر واستبعاد الكثير من كوادر الحركة وقياداتها على نحو يتوقع ان يؤثر في نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري. ومع اقتراب موعد الترشيح لهذه الانتخابات، اشتعلت «حرب المعسكرات»، وظهر جلياً معسكر يقوده جبريل الرجوب واحمد قريع في مواجهة معسكر محمد دحلان، كما ظهر معسكر القيادي الاسير مروان البرغوثي الذي يتقاطع مع معسكر الرجوب - قريع، ويناهض دحلان. وتناولت الخلافات حصة قطاع غزة في المؤتمر، اذ طالب دحلان بتخصيص ثلث مقاعد كل من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لاعضاء غزة، وهو امر رفضه المعسكر الآخر. وقال مقرب من دحلان انه هدد بعدم ترشيح نفسه للجنة في حال عدم تخصيص هذه الكوتا وعدم مشاركة «فتحاويي» غزة في الانتخابات. وفيما اعلن عضو اللجنة المركزية نبيل شعث ان حل مشكلة مشاركة «الغزيين» ممكن «عبر التصويت عبر الهاتف او البريد الالكتروني»، وانه تم الاتفاق على رفع رصيد غزة الى الثلث في الانتخابات، علمت «الحياة» في غزة ان ثمة فريقين داخل قيادة «فتح» في القطاع: الفريق الاول بعث برسالة الى اللجنة المركزية تدعو الى ارجاء التصويت شهراً يتم خلاله التحضير لاجراء الانتخابات في غزة، وهو أمر قد يرفع من حظوظ دحلان. اما الفريق الثاني، فرفض هذا الطرح وبعث ايضا برسالة الى المؤتمر تدعو الى اجراء الانتخابات بالتزامن مع الضفة، ورفض اي كوتا او تكليف او تعيين تحت شعار الحفاظ على غزة، مطالباً رئاسة المؤتمر بايجاد الآليات المناسبة للانتخابات.