إنها عبارة أدبية وتجربة علوم اجتماعية، ولعبة شعبية يظهر فيها الممثل كيفين باكون، وفكرة رائجة ومبهمة نوعاً ما مفادها أننا مرتبطون ببعضنا بعضاً بطريقة أو بأخرى، عبر سلسلة علاقات اجتماعية مؤلفة من خمسة أشخاص تقريباً. إنها ال «6 درجات للانفصال» الشهيرة التي تسمح لكم بأن تتواصلوا مع أيّ شخص عبر أصدقاء أصدقائكم. وقبل بضعة أسابيع، نشر علماء في جامعة ميلانو عملوا بالتعاون مع موقع «فايسبوك» للتواصل الاجتماعي تقويماً جديداً لانفصالنا الاجتماعي، لافتين إلى أنه انخفض ليصل إلى 4,47 درجة بالتحديد، بمعنى أنه يلزم أقل من 5 أشخاص (أو اتّصالات عبر الشبكات الاجتماعية) لنصل إلى أي شخص نسعى لمعرفته. وبالاستعادة، انتشرت عبارة «6 درجات للانفصال» بعد تجربة أجراها عالم النفس الأميركي ستانلي ميلغرام في عام 1967. وشملت 296 متطوّعاً اختُبِرَت قدرتهم على إيصال رسالة (بطاقة بريدية) إلى شخص في بوسطن لا يعرفونه، عبر سلسلة من معارفهم. وبعد دراسة جامعة ميلانو، بيّن موقع «فايسبوك» أن هذه الدراسة الجديدة ارتكزت على ترابط قرابة 721 مليون صديق يستخدمون هذا الموقع. وعلى رغم أن الدراسة شملت هذه العيّنة الواسعة، إلا أنها غير دقيقة لأنّ قرابة شخص من أصل عشرة أشخاص متصل بشبكة التواصل الاجتماعي عبر «فايسبوك». واستخدم جون كلينبرغ، وهو باحث في علوم المعلوماتية من «جامعة كورنيل» هذه النتائج وتوصّل إلى استنتاج مفاده أن بوسع كل مستخدم لموقع «فايسبوك» أن يكتشف أنه كان في المدرسة مع شخص استأجر شقة يملكها شخص ترعرع مع مجرم ما في الولايات المتحدة! ورأى كلينبرغ أنّ هذه الروابط الواهية تجعل الكرة الأرضية عالماً صغيراً. إذ تميل شبكات التواصل الاجتماعي إلى التشديد على أهمية هذه الترابطات الدقيقة التي تنتقل عبرها بعض المعلومات بسهولة أكبر من غيرها كالأخبار مثلاً. وأضاف كلينبرغ: «إن أرسل لي هؤلاء الأشخاص الذين التقيت بهم في عطلتي خبراً طريفاً، فبوسعي أن أرسله إلى أصدقائي، وإن أرسلوا لي خبراً يتعلق بتظاهرة، فبوسعي ألا أرسله». والجدير ذكره أنّ عبارة «6 درجات للانفصال» وردت في كتاب وضعه الكاتب الهنغاري فريغيس كارينثي صدر في عام 1929 بعنوان «سلسلات». وظهرت لعبة شعبية أميركية استوحت هذا الكتاب، وتعتمد على ربط أيّ ممثل هوليوودي بالممثل الشهير كيفين باكون، عبر شخصيات هوليوودية أخرى مثّلت مع بعضها في هذا الفيلم أو ذاك.