طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس، خلال أدائه اليمين الدستورية في مجلس الشورى (البرلمان) لولاية رئاسية ثانية من اربع سنوات، الشعب الى «الوحدة بصرف النظر عن اسم الفائز في الانتخابات»، فيما أكد المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي ان اعتقال أنصاره لن يوقف حركة الاحتجاج. وتغيّب عن الجلسة الرئيسان السابقان هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي والمرشحون الخاسرون في الانتخابات مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي. وأعلن رئيس البرلمان علي لاريجاني ان 273 نائباً من اصل 290، حضروا الجلسة. لكن موقعاً إلكترونياً تابعاً للكتلة الإصلاحية في المجلس، أفاد بأن 13 نائباً إصلاحياً فقط من اصل 70، حضروا الجلسة. واوضح ان بعضهم انسحب من الجلسة، لدى بدء خطاب نجاد. وحضر الجلسة معظم الديبلوماسيين الأجانب، ولاسيما الاوروبيين ومن بينهم السفراء الفرنسي والبريطاني والسويدي الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي. وقال نجاد أمام البرلمان ان «ملحمة الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران (يونيو)، هي بداية تغييرات مهمة في ايران والعالم»، مشدداً على ضرورة ان «يكون الجميع على طريق الوحدة، بغض النظر عن اسم الفائز في الانتخابات». وأكد ان الحكومة «ستقاوم أي انتهاك للقانون وأي تدخل». وأبدى نجاد (52 سنة) عدم اكتراثه لقرار واشنطن وعواصم غربية أخرى، عدم تهنئته على إعادة انتخابه. وأضاف: «قالوا لنا انهم يعترفون بالانتخابات (في ايران)، لكنهم لن يوجهوا رسائل تهنئة. هذا يعني انهم يريدون الديموقراطية فقط لمصالحهم الخاصة ولا يحترمون حقوق الشعوب. الايرانيون لن يكترثوا لمزاجكم ولا لمعاكساتكم، كما لن يكترثوا لابتساماتكم وتهانيكم». وزاد: «سنقاوم (قوى) الاستكبار وسنواصل العمل على تغيير الآليات التمييزية في العالم لمصلحة كل الامم». وقال: «يجب أن يكون لإيران دور فاعل في إدارة شؤون العالم». وأضاف: «لن نسكت حيال انتهاك القانون والتدخل في شؤوننا واستغلال القرارات الدولية. ايران دولة تعتمد المنطق والحوار والتفاعل البنّاء. سياسة ايران الخارجية مبنية على التعاون والعلاقات الشاملة والبنّاءة مع كل الشعوب والحكومات المستقلة، على أساس العدالة والاحترام والصداقة». وقال لاريجاني الذي رأس جلسة التنصيب، إن «على من يؤدي اليمين الدستورية، أن يملك القدرة على تنفيذ اليمين بالقوة وبالفعل». واعتبر ان «بعض الحكومات الغربية جلبت العار على نفسها بسلوكها المتسرع، والإيرانيون سيقفون موحدين للرد بصوت واحد على افتراءاتها في الوقت المناسب». ودعا رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي، نجاد الى «الالتزام بتعهداته في خدمة البلاد». وقال شاهد إن عناصر من شرطة مكافحة الشغب ومتطوعي «الحرس الثوري»، (الباسيج) فرّقوا أمام مبنى مجلس الشورى مئات المعارضين الذين كانوا يرددون شعارات ضد نجاد. وأضاف ان الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت حوالى عشرة محتجين. لكن موسوي قال عبر موقعه الالكتروني: «شاهدت ولادة شعور وطني عارم في فترة الانتخابات، وحّد جماعات مختلفة من المجتمع». واضاف في بيان نُشر بعد ساعات على اداء نجاد اليمين الدستورية: «اعتقد البعض ان بتوقيفهم اشخاصاً عديدين يعتقدون انهم قادة الاحتجاجات، سينهون المسألة. لكن الواقع ان هذه الحركة استمرت، في إثبات على ان الاعتقالات لن تنفع في شيء». جاء ذلك فيما أوردت صحيفة «سرماية» الايرانية ان السلطات اعتقلت صحافيَيْن، احدهما مير حامد حسن زادة المدير السابق للموقع الإلكتروني لموسوي «قلم نيوز»، والثاني رضا نوربخش وهو رئيس تحرير صحيفة «فرهيختيغان»، (المثقفون) التي دعمت موسوي. وشبّه رجل الدين المنشق حسين علي منتظري محاكمة مئة إصلاحي أمام محكمة ثورية في طهران، بالمحاكمات خلال حكم جوزف ستالين وصدام حسين. واعتبر ان مسؤولين اصلاحيين مثلوا أمام المحكمة، أُرغموا على الإدلاء باعترافات «غير شرعية وغير اخلاقية وتتعارض مع الدين».