بدافع دمجهن داخل المجتمع، وإخراج مواهبهن وقدراتهن إلى واقع الحرية وسماء الإصرار والثقة في الذات، نظمت مديرية السجون في محافظة جدة ولأول مرة دورةً منوعة لتأهيل50 سجينةً نفسياً واجتماعياً وحرفياً بالتعاون مع جمعية الشقائق، وأكدت مديرة برنامج تأهيل السجينات نهلة المطيري ل «الحياة»: «أن فكرة تأهيل السجينات نفسياً واجتماعياً وحرفياً بدأت بعد زيارة نظمتها جمعية الشقائق للسجينات، ورأى فيها أعضاء الجمعية ماتعانيه السجينات من عدم تقبل المجتمع لوجودهن، وعدم ثقتهن بأنفسهن، مايضطر بعضهن إلى العودة للجريمة. وأوضحت «إحساسنا بمدى المعاناة التي تطرأ عليهن خصوصاً بعد خروجهن من السجن، جعلنا نفكر جدياً في هذا البرنامج، حتى نضمن لهن الاندماج والتأقلم مع أفراد المجتمع، فتم طرح فكرة هذا البرنامج الذي يؤهلهن ويساعدهن على الثقة بأنفسهن، ويوجد لهن حرفةً يعملن من خلالها على إيجاد وسيلة أو مصدر رزق يخلصهن من السلبيات التي تطرأ عليهن». وأشارت المطيري إلى أن الجمعية قدمت دراسة كاملة عن مدى تأثير هذه الدورات عليهن، وخاطبت إدارة السجن أملاً في الحصول على الموافقة التي تمت بعد عام كامل، مشيرةً إلى أنه تم اختيار أكاديميات ومتخصصات ومدربات على أعلى مستوى في مجالات نفسية واجتماعية وحرفية عدة، منها تنسيق الزهور والتجميل وصناعة الأبازير، وتم اختيار هذه المجالات وفق أعمار السجينات التي تزيد على 30 عاماً، وقالت « هدفنا من هذه الدورات تمكينهن من ممارسة أعمالهن عند خروجهن إلى منازلهن، والحصول على دخل مناسب بكلفة قليلة، مؤكدةً أن الجمعية ركزت على جانب تطوير الذات من طريق تنمية نقاط القوة في شخصياتهن، وبناء ثقتهن بأنفسهن بتفكير إيجابي، والتغلب على ضغوط الحياة لأنها أكثر الأمور التي تتعرض لها السجينة عند خروجها، إضافةً إلى إلمامها بفن مهارات العلاقات والتواصل وإدارة المشاعر، وكيفية تأسيس مشروع خاص». و أضافت « إن اختيار 50 سجينةً للمشاركة في هذه الدورة جاء بناء على طاقة البرنامج والإمكانات المتوافرة من قبلنا وقبل إدارة السجن، وجميع المشاركات في الدورة كن من السجينات المتوقع خروجهن أو من سيأتيهن عفو خلال شهر رمضان، واختيار مشاركتهن في الدورات الحرفية جاء من طريق دراسة تم توزيعها عليهن لاختيار ما يودين المشاركة فيها حسب ميولهن»، متمنيةً تنظيم دورات أخرى مستقبلية تستهدف تلك الفئات لما لها فائدة كبيرة، خصوصاً أن البرنامج ينظم للمرة الأولى، وكان تأثيره مميزاً بشهادة إدارة السجن لما صاحبه من ارتقاء في سلوكيات السجينات وتغيرها 180 درجة». وطالبت بضرورة أن تتقدم القطاعات الخاصة والجهات التي ترغب في توظيف المتدربات التواصل مع الجمعية لتشغيل المشاركات في البرنامج بعد خروجهن، لافتةً إلى تفاجئها الشديد بتجاوب السجينات مع جميع الدورات خصوصاً التأهيلية منها والتي تهتم بالجانب النفسي والاجتماعي. من جانبها، أكدت مديرة وحدة سجن النساء في جدة فوزية عباس أن طرح فكرة تدريب وتأهيل السجينات جيدة، كونها تساعد هذه الفئة في تحسين نفسياتهن وتعليمهن حرفاً تفيدهن مستقبلاً، موضحةً أنه تم اختيار السجينات المتوقع خروجهن خلال الفترة المقبلة، إضافةً إلى جميع المشاركات اللائي تم دخولهن إلى برنامج تطوير الذات، لافتةً إلى أن حضورهن الدورات الحرفية جاء وفق ميول كل سجينة. وأضافت « إن تفاعل المشاركات كان إيجابياً وذا تأثير كبير على نفسياتهن وطرق تفكيرهن، لأنهن كن مثقلات من موعد خروجهن لتخوفهن من مواجهة المجتمع، ولكن بعد الدورات الاجتماعية والنفسية اختلفت نظرتهن وتغيرت اتجاهاتهن وسلوكياتهن وتفكيرهن وزادت تطلعاتهن وآمالهن لمستقبلهن».