شهدت مساجد في مدينتي الدمام والخبر، أمس، جدلاً بين بعض المصلين، الذين تفاجؤوا بإغلاق أبوابها خلال صلاة الظهر، بحجة إقامة صلاة الجمعة في الجوامع. واعتبر بعضهم ذلك «استهتاراً» من جانب الأئمة، ما دعا فريقاً آخر لتبيان الحكم الشرعي، في حالة تزامن العيد مع يوم الجمعة، إذ تُعفي صلاة العيد عن صلاة الجمعة. وتنفّس أئمة المساجد «الصعداء»، بعد إصدار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، تعميماً على فروعها، التي بادرت بدورها بتعميمه على المساجد والجوامع، يقضي بإلزام المساجد بعدم أداء صلاة الظهر، ما يعفيهم من الدخول في مناقشات مع بعض المصلين المحتجين على عدم إقامة صلاة الظهر. وتشهد جوامع حاضرة الدمام مناقشات، بعضها يصل إلى مستوى «حاد»، وذلك عندما يتزامن يوم العيد مع الجمعة، ما يجعل بعض أئمة المساجد يقعون في مواجهة مع بعض المصلين، الذين يصف بعضهم الأئمة ب «الكسالى»، لأنهم «لا يقومون بواجباتهم تجاه ما تتطلبه المساجد من أداء الفروض، وإلقاء الكلمات، وإقامة الدروس»، مهددين برفع شكاوى إلى الوزارة، لوقفهم عن إمامة الناس، وإدارة شؤون المسجد أو الجامع. ويعد الإمامان السابقان عبدالله العبدلي، ومسفر الزهراني، هذا التعميم «رفعاً للحرج عن الأئمة، وورقة رسمية في وجه بعض مَنْ يجهلون التفاصيل الشرعية». ويقول العبدلي، ل «الحياة»: «إن الإمام يواجه ضغوطاً لا تتوقف عند هذه المسألة، إذ تمتد إلى المرافق والمنشورات كافة التي تعلق على جدران المسجد، إضافة إلى الكلمات والدروس التي تُلقى»، موضحاً أن «الإمام، إن لم يكن ذا صبر وحلم، لا يستطيع أن يضبط المسجد، ويحوله إلى مقر جامع لكلمة المسلمين، لا مُفرّق لهم». ويرى الزهراني، أن «جهل بعض المصلين، على رغم تكرار مثل هذه الحوادث في السنوات الماضية، يزيد الحاجة إلى مثل هذا التعميم، كي يكون ورقة تغني الإمام عن الدخول في أخذ ورد مع أشخاص غير مختصين في علوم الشرع». ويُلفت إلى أن «الشريعة لا تلزم مَنْ حضر صلاة العيد بأن يحضر الجمعة»، معتبراً ذلك الفهم من «الأخطاء الشائعة التي يكثر الوقوع فيها». وذكر أنه «أجمع العلماء والسلف الصالح على أنه عندما يصادف يوم العيد يوم الجمعة، تقام الصلاتان، فمن فاتته صلاة العيد، وجبت عليه صلاة الجمعة. أما من حضر العيد؛ فيصليها ظهراً، من دون حرج في ذلك». ويوصي الزهراني، بضرورة أن «تقوم وزارة الشؤون الإسلامية بدور توعوي أكبر، لحماية الأئمة من الإساءة لهم، من قبل بعض المصلين الذين يحوّلون المساجد إلى ساحة صراعات، على حساب الدعوة وإقامة شرائع الله، التي من أجلها أقيمت هذه المساجد». يذكر أن مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان، أصدر تعميماً، وُزّع على جوامع وأئمة المساجد والمؤذنين كافة. جاء فيه أنه «نظراً لتوافق يوم عيد الأضحى هذا العام، مع يوم الجمعة، فعلى الخطباء إقامة صلاة الجمعة، وعدم تحويلها ظهراً، وعدم فتح مساجد الفروض وقت الظهر، إتباعاً للسنة. وليتمكن من لم يصل العيد من أداء فرض الجمعة».