استقبل ميناء جدة الإسلامي أكثر من مليون رأس من المواشي المستوردة من دول أفريقية في الأيام الماضية، واعتبر مستوردون أن وصول هذه الأعداد في هذا التوقيت «سيساهم في تهدئة الأسعار في السوق المحلية قبل حدوث أزمة متوقعة، بعدما وصلت أسعار الأضاحي مطلع الأسبوع إلى أكثر من ألفي ريال للرأس في جدةومكةالمكرمة». وتُطرح في ضوء ذلك، مطالب ب «ضرورة تدخل وزارة الزراعة لتكوين مخزون استراتيجي على مدى سنة كاملة يضمن ثبات الأسعار وعدم استغلال المواسم من التجار». وأوضح عمر العكاس أحد موردي المواشي في مكةالمكرمة في تصريح إلى «الحياة»، أن الطلب في مكة «ازداد خلال الأيام الماضية متجاوزاً 40 في المئة، وارتفعت أسعار المواشي البلدية إلى ألفي ريال في فترة قصيرة جداً، ما فاقم الأعباء على المستهلكين الذين توجهوا إلى المستورد، على رغم ارتفاع أسعاره أيضاً بسبب زيادة الطلب عليه». وأعلن رئيس اللجنة سليمان الجابري، وجود «مبادرات لاستيراد أكثر من مليون رأس من الأغنام لتغطية حاجة السوق المحلية، إضافة إلى الكميات الأخرى التي تُستورد لمشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي». وتوقع الجابري أن «تستقر الأسواق في شكل كبير في فترة عيد الأضحى»، داعياً تجار المواشي إلى «العمل على تعزيز استقرار الأسعار على المستهلكين»، محذراً من «استغلال المواسم والأعياد لرفعها». وأشار إلى أن الدولة «تسعى إلى تشجيع الاستثمار في المجالين الزراعي والحيواني في الدول المجاورة، التي تتوافر فيها مقومات الزراعة بإشراف الدولة». ولفت إلى ضرورة «تفعيل هذه المبادرة بما يكفل تحقيق الهدف منها، وهو تأمين حاجات المملكة من المنتجات الزراعية الأساسية، مثل القمح والشعير والذرة وكذلك الأعلاف الحيوانية». واعتبر أن ذلك «سيؤمّن مخزوناً استراتيجياً للمملكة». لجنة المواشي وطالبت لجنة المواشي بضرورة «توفير الأراضي اللازمة للمستوردين والتجار لتشجيعهم على إنشاء مشاريع لتربية المواشي وتسمينها في المملكة، وزيادة استثماراتهم في هذا المجال، وتصحيح وضع المشاريع القائمة حالياً، ما سيوفر مخزوناً ضخماً من المواشي الحية يكفي حاجة السوق على مدار السنة، لفادي تقلبات الأسعار العالمية». ويذكر أن الاستهلاك المحلي السنوي من المواشي في المملكة، يفوق ثلاثة ملايين رأس من المواشي الحية، يؤمّن 75 في المئة منها من طريق الاستيراد، استناداً إلى إحصاءات لجنة المواشي. وأكد مستثمرون في قطاع الأغنام تراجع الطلب عليها منذ بداية الشهر الجاري، بنحو 20 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وأشار تاجر الأغنام في الرياض مخلف العنزي، إلى أن الأغنام «متوافرة في السوق السعودية في شكل يفوق الطلب، إلا أن الإقبال على الشراء ضعيف جداً، على رغم وجود أكثر من 12 مركزاً موقتاً لبيع الأغنام في الرياض موزعة من أمانة منطقة الرياض». ولم يستبعد أن «تتراجع الأسعار بعد العيد بنحو 200 ريال للرأس، خصوصاً أن في الأسبوعين الماضي والجاري سُجل دخول كميات كبيرة من الأغنام السورية تجاوز عددها 100 ألف رأس، في ظل استمرار منفذ الحديثة مفتوحاً أمام المستوردين». ورجح تاجر الأغنام عبدالرحمن الدوسري، أن «ترتفع الأسعار في اليومين المقبلين، على رغم تجاوز العرض الطلب، إذ يُتوقع أن تتخطى الأسعار 2000 ريال للنعيمي والنجدي والحري البلدي، مقارنة بما كانت عليه في الفترة السابقة وتراوحت بين 1400 ريال و 1700». ولفت إلى أن سوق الأغنام في الرياض «تتوافر فيها كميات كبيرة من المواشي المستوردة من أفريقيا، التي لا تتجاوز أسعارها 600 ريال للرأس». ورأى أن تربية المواشي «أصبحت غير مجدية، خصوصاً أن أسعار الأعلاف مرتفعة»، مشيراً إلى أن شركات كثيرة «اتجهت إلى تصفية هذا الاستثمار وخرجت منه لعدم جدواه الاقتصادية». وعزا نائب رئيس لجنة تجار المواشي في غرفة جدة فهد السلمي، ارتفاع أسعار المواشي خلال موسم الحج بنسبة تزيد على 15 في المئة مقارنة بالعام الماضي، إلى «غلاء الأعلاف وارتفاع أجور اليد العاملة». واعتبر وجود «مبالغة في الحديث عن ارتفاع الأسعار، وهو موسمي طبيعي». استيراد يهدئ السوق ولفت إلى أن الواردات من المواشي هذه السنة، «ربما تصل إلى مليوني رأس، منها تعاقد البنك الإسلامي للتنمية على جلب 850 ألف رأس وصلت أخيراً في إطار مشروع الهدي والأضاحي». وأكد أن الاستيراد بكميات كبيرة «يساهم في تهدئة السوق وخفض الأسعار خلال الأسابيع المقبلة». وعن المشاكل المتكررة الناتجة من تأخير التخليص الجمركي للمواشي المستوردة في ميناء جدة الإسلامي، أكد نائب رئيس لجنة مواشي جدة حل المشكلة «هذه السنة بعد سلسلة اجتماعات للمستثمرين مع المسؤولين في بعض القطاعات المعنية». وأشار إلى أن «استيراد المواشي تشرف عليه جهات تشمل الزراعة والجمارك والتخليص الجمركي في الموانئ، لذا ترتبط استثماراتنا بالتسهيلات التي تقدمها هذه الجهات». وذكر أن «في السابق كانت لدينا بعض الملاحظات، ولاقينا تجاوباً من المسؤولين، وفي مقدمهم مدير الموانئ ومدير فرع الزراعة في جدة وحُلّت مشكلة تأخر تفريغ بواخر المواشي، والكشف الطبي المحجري على الإبل والأغنام».