أبت سماء «عرفة» و «منى» إلا أن تشارك بالترحيب في استقبال ضيوف الرحمن، عبر زخات المطر وقطرات الرحمة على أرضها خلال اليومين الماضيين، لتغسل أرضها وتكون ساعات استجابة الدعاء متزامنة مع بركة الأرض ورحمة السماء. وبهطول الأمطار على المشاعر المقدسة، انطلقت الجهات الحكومية للتأكد من سلامة الحجاج، وأصدرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تقريراً عن الملامح المناخية للمشاعر المقدسة لموسم حج هذا العام مستندة على المعلومات المناخية التي حدثت طوال 30 عاماً الماضية، إضافة إلى تحليل معلومات الطقس من درجات الحرارة وكميات الأمطار، والتي تأثرت بها هذه المناطق خلال الأعوام السابقة. وتقول الرئاسة العامة لحماية الأرصاد والبيئة في تقريرها «إن المعلومات المناخية خلال 30 عاماً تفيد بأن مناطق غرب المملكة تتأثر بتواجد امتداد منخفض للبحر الأحمر وفي بعض الأيام تكون مصحوبة بكمية كبيرة من بخار الماء والذي ينتج منه تكوُّن السحب الركامية التي أدت إلى هطول الأمطار، وكان بعضها مصحوبة بعواصف رعدية وأتربة مثارة على فترات ولمدة قصيرة، كما أثر مرتفع جوي خلال بعض الأيام وكان مصحوباً بكتلة هوائية باردة أدت إلى انخفاض في درجات الحرارة بصورة مفاجئة». وتبين الرئاسة أن التقرير المناخي لمكةالمكرمة خلال عام 1433ه وخلال شهور أكتوبر للفترة من 1985م إلى 2011م يفيد بأنّ المنطقة تأثرت بتشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة والسحب الرعدية الممطرة على المرتفعات مصحوبة برياح هابطة شديدة السرعة، إذ اتسمت الأمطار بالغزارة خلال وقت قصير وعلى مساحات صغيرة ومتفرقة على منطقة مكةالمكرمة في عدد من السنوات نتج منها جريان السيول. وتشير الرئاسة إلى أن التقرير المناخي يوضح أن الطقس حار نهاراً ومعتدل ليلاً، والرياح السطحية جنوبية غربية ومعدل سرعتها ستة كيلو مترات في الساعة، وقد تم تسجيل أعلى سرعة للرياح الهابطة من السحب الرعدية هذا العام وهي90 كيلو متراً في الساعة وكان اتجاهها شمالي. أما بالنسبة للرؤية الأفقية فتراوحت بين 10 وثمانية كيلو مترات وتدنّت إلى أقل من ثلاثة كيلو مترات بسبب الأتربة المثارة نتيجة الرياح الهابطة من السحب الرعدية، كما أن الرطوبة النسبية منخفضة ظهراً بمعدل 14 في المئة ويرتفع المعدل ليلاً إلى 87 في المئة. وحول كمية النفايات الكبيرة في المشاعر المقدسة، أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أن «الأرصاد تسيّر مختبرات منتقلة لقياس الهواء في الحج، إضافة إلى مساحات ثانوية لمعرفة كمية النفايات الموجودة في المشاعر، وأهم الأخطار البيئية الموجودة». كما أشار إلى أن الرئاسة تصدر نصائح معينة تقوم بتوزيعها على الجهات الحكومية بضرورة الأخذ بها والتعامل مع الحجاج والمطوفين للاهتمام في القوانين المعمول فيها في مجال البيئة، مثل معرفة حجم كمية النفايات التي يصدرها الحاج الواحد ويعمل لها عمل نسبي حتى تقام عليها الدراسات المناسبة لتلافي عملية تكدس النفايات للمشاعر. من جهته، كشف القحطاني أن هناك انخفاض ملحوظ في الهواء بسبب تدشين قطار المشاعر وانخفاض المركبات للدخول إلى المشاعر، ويسهم ذلك في انخفاض كبير في معدل التلوث بالهواء خصوصاً خلال فترات الذروة أيام الحج. مؤكداً أن هناك أكثر من 40 محطة رصد أوتوماتيكية على طول الساحل والمرتفعات الجبلية المحيطة في مكةالمكرمة.