بعد نجاح المساعي لكسر الجمود بين الحكومة الإتحادية وإقليم كردستان، عاد الوفدان الكرديان من بغداد إلى اربيل من دون نتائج واضحة، لكن تقرر إرسال وفد آخر بعد عطلة عيد الأضحى لوضع آلية لحل الملفات العالقة، أكدت اوساط سياسية كردية أن غياب الثقة يحول دون تنفيذ الاتفاقات. وأجرى وفدان كرديان، حكومي وحزبي، مفاوضات مكثفة في بغداد تركزت على الخلافات القائمة بين الطرفين، والأزمة السياسية في البلاد، واتفق الطرفان على ضرورة الابتعاد عن التصعيد الإعلامي لتهيئة الأجواء، لإيجاد مخرج نهائي للأزمات. وقال عضو الوفد الكردي المفاوض سالم كاكو ل «الحياة»: «التقينا الأطراف السياسية، والكل يشعر بمدى خطورة الأزمة، ومتخوف من تحولها إلى أزمة مجتمعية، وهذه اللقاءات ستكون بداية لحل الإشكالات ضمن إطار الدستور وعلى أساس الشراكة». وأضاف: «لقد تم الاتفاق مع رئيس الوزراء نوري المالكي على إرسال وفد كردي بعد نهاية عطلة العيد مباشرة يضم مختصين، بغية وضع آلية للحل بعد جدولة المشاكل حسب أهميتها، والأهم هو إيجاد حل عراقي لمشكلة عراقية وليست المشكلة بين الإقليم والمركز». وكان رئيس الوفد السياسي المفاوض برهم صالح أكد عقب لقائه المالكي أن الجانبين «اتفقا على الشروع بمفاوضات رسمية وممنهجة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، على أن تقوم اللجان المشتركة بالتحرك العملي، كما اتفقنا على التهدئة الإعلامية، ووضع سقوف زمنية». إلى ذلك، قال النائب عن كتلة «التحالف الكردستاني» شوان محمد طه ل «الحياة» إن «مهمة الوفد الحكومي كانت البحث في المشاكل الثنائية بين الإقليم والمركز، فيما تولى الوفد السياسي بحث المشاكل السياسية في إدارة الدولة بشكل عام»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة «كانت بمثابة كسر الجمود، والبحث عن آلية لحل الخلافات». وزاد «يمكننا القول إن هناك هدوءاً نسبياً، ولكن الشارع الكردي لا يثق بالحكومة العراقية وتحديداً بائتلاف دولة القانون الذي يبحث دائماً عن تأجيل الأزمات، وعليه إعادة النظر في نهجه السياسي في إدارة الدولة». وتابع أن «ما أثار قلق الشارع الكردي هو الاستعراض العسكري الذي أجرته قيادة عمليات دجلة في معسكر كيوان في كركوك، في اليوم الذي كانت تجري فيه المفاوضات، وكان مؤشراً سلبياً». وأشار إلى أن الوفد الكردي «يسعى إلى إيجاد آلية للحد من التجاوزات»، وأضاف: «من المبكر التحدث عن نتائج، وهناك نية لإرسال وفد ثانٍ بعد العيد، ومن غير المنطقي حل الإشكالات من دون تحديد الآلية التي ركز عليها الوفد».