دعا المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن آل الشيخ - في افتتاح ندوة الحج الكبرى - الأمة الإسلامية إلى أن تكون أمة واحدة، مضيفاً: «تحرص على عدم الاستماع للقنوات السيئة والمواقع المشبوهة، التي همها الكذب والافتراء والدجل وافتراء الأحاديث، وأن تكون أمة واحدة واعية، مخلصة لدينها، متمسكة بشريعة إسلامها، حريصة على ما يؤلف القلوب ويجمع الكلمة». وقال المفتي: «إن الله خلق الخلق لعبادته، وهذه العبادة هي لتهذيب وتزكية النفوس، وعند تأمل المسلم لتلك العبادات، يجد أنها سبب من أقوى الأسباب لراحة النفوس وطمأنينتها وزكاتها، وأن التوحيد وحده هو أساس الملة وأساس التآلف، فلا جامع للقلوب ولا موحد للصفوف إلا توحيد الله، وإخلاص الدين له وإفراده بجميع العبادة، واعتقاد كمال أسمائه وصفاته على ما يليق بالله جل وعلا». ووصف الحج بالمؤتمر الإسلامي الكبير، مؤكداً أنه يقوي الأمة ويزيد ارتباط بعضها ببعض، ويشد أزرها ويلتقي فيه المسلمون من أرجاء الدنيا على اختلاف لغاتهم وأماكنهم، ويجمعهم في جامع واحد، مستدلاً بقوله تعالى: (إنما المؤمنون أخوة)، وقوله سبحانه وتعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وأكد أن هذا المؤتمر العظيم قائم على توحيد الله وإخلاص الدين لله وإفراده بالعبادة، وقائم على توحيد القلوب وجمع الصف، إلى جانب كونه عبادة جمعت بين العبادة المالية والبدنية، لأن فيها إتعاب البدن، وبذل المال في سبيل الله. ودعا المسلمين للاستفادة من هذا الموسم العظيم بالتعاون والتفاهم والتدارس واللقاءات الأخوية بين الحجاج من علماء وقادة، ليناقشوا مشكلاتهم، والبحث عن علاج لقضاياهم التي تحيط بهم، مشيراً إلى أن الآراء المتعددة والمتنوعة لها شأن عن الرأي الواحد. وقال المفتي: «إن هذه الدولة المباركة بذلت جهداً كبيراً، وهيأت مناخاً عظيماً لحجاج بيت الله الحرام، ليؤدوا مناسكهم في أمن ويسر وسهولة وراحة واطمئنان، وسخرت الرجال والأموال من أجل راحة ضيوف الرحمن منذ عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، حتى هذا العهد الزاهر، إذ بذل قادة هذه البلاد الغالي والنفيس، من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام».