كان هذا عنوان قصة قصيرة لم تنشر وضاعت بين الأوراق، تذكرتها وما أصعب أن تتذكر أوراقاً تاهت لتسيطر على اهتمامك، فإن وجدتها أعدتها الى المكان التائه نفسه! رابط الذاكرة حركه تصريح لمحافظ المواصفات في السعودية، أعلن فيه عن تشكيل مجلس تنسيقي مهمته حماية المستهلك، مكون من سبع جهات هي «وزارات التجارة، الصحة، الشؤون البلدية والقروية، الزراعة، الجمارك، هيئة الغذاء والدواء، وهيئة المواصفات والمقاييس». أحد قراء «عكاظ» التي نشرت الخبر علّق مطالباً بحماية المستهلك من هذه الجهات السبع! أوردت تعليقه حتى تعلم الجهات رأي المستهلك في أعمالها. معرفة الواقع للمخلصين مقدمة مهمة لإصلاحه. إنشاء مجلس تنسيقي يعني أنه لم يكن هناك تنسيق في الماضي! علماً بأني ممن طالب بذلك منذ زمن بعيد، لن أطالب بحماية حقوقي الاقتراحية ولا النقد البناء هنا، إنما أعجبني الرقم الخطير... سبعة، فهل هو يدعو للتفاؤل هنا أم لا؟ في الصغر كانت «سبع الملاف» متاهة يحذر منها، في ذاك العمر الجميل كنا نظن أنها تقع في طرف الحي الطيني مع ظلمة موحشة عندما يرخي الليل ستائره الحالكة. حينما كبرنا سمعنا ورددنا أهزوجة «الثعلب فات»، وعلمنا أن «في ذيله سبع لفات»، لم ينكشف لنا هل هي «لفة» أم ملف - أي منعطف - لا الملف العلاقي الأخضر الشهير. ربما تكون كلها مجتمعة! سبع جهات تحمي المستهلك... إذاً «راحوا فيها وطي» الغشاشون والنصابون وباعة اللحوم الفاسدة وقطع الغيار المقلدة، هكذا يتشكل أمامك الانطباع الأول للتصريح، على افتراض أن لا جهة من الجهات السبع «ستفوت» مثل حارس مرمى غير جدير إلا بجمع الكور المتناثرة في المدرجات. حسناً... والذكرى تنفع المؤمنين أذكّر بما كتبته مراراً هنا، موجّه للجهات السبع ولهيئة الرقابة والتحقيق عن قضية اللحوم الفاسدة والمصنع الذي لم يعلن عن عقوبات عليه على رغم مئات الأطنان من لحوم فاسدة اكتشفت في ساحته، أين واحدة من هذه الجهات السبع بل التسع مع هيئة الرقابة وإدارة المدينة الصناعية في الرياض؟ ربما يعلّق أحدكم بأن في هذا عودة للأوراق القديمة أو لعلها اللحوم القديمة الفاسدة، على اعتبار قناعة البعض بعد تواري الصورة الفاقعة عن الشاشة الحية بالقول «عفا الله عما سلف»، أقول «لا» هنا، لأن العفو عما سلف إن تم، يشجع من لا يخاف الله تعالى ولم يردعه تطبيق نظام صارم بجهات تسع على المواصلة... خلال الأيام الماضية تم اكتشاف «كراتين» لحوم - ممتازة - منتهية الصلاحية منذ عام كامل، معدّة للتصنيع في داخل المصنع إياه الذي لم يردع مسبقاً! كان يمكن أن تكون تلك اللحوم الممتازة على مائدة أحدكم أو في بطن طفله، في حين سيواصل المجلس التنسيقي اجتماعاته المتواصلة... «واصلي يا بلادي والله معاك».