أسهمت الجمعية الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة بالأحساء، في الحدّ من حالات الطلاق بالمملكة، من خلال تنظيم ورش عمل ودورات للمقبلين على الزواج، وذلك بهدف «التغيير الإيجابي في المتزوج الجديد شرعياً وفكرياً واجتماعياً، وتوعيته بالمشكلات التي ربما تَعرِض له، وكيفية التعامل معها وتزويده بالمهارات التي يحتاجها في حياته الزوجية». وأسهمت الدورات في خفض هذه النسبة بشكل كبير، وأقيمت البرامج خلال ثلاثة أيام بمعدل 12 ساعة، وشارك فيها 100 شاب. وقدم الدكتور فؤاد الجغيمان دورة بعنوان: «فن التعامل مع أخطاء الآخرين»، قال فيها: «إن الذين ينظرون إلى الأمور في الحياة عبر نظارة قاتمة السواد يحكمون على أنفسهم قبل غيرهم بالفشل، وذلك لأن الأساس في منهج تفكيرهم خاطئ ومصاب بخلل كبير، ولا يمكن للآخرين التعايش مع نظرات سوداوية حادة». بدوره، أوضح مدير معهد التنمية الأسرية العالي للتدريب الدكتور فيصل الحليبي، في دورة: «أسرة آمنة كيف نحميها»، أن «نظرة الآخرين إلى الزوج أو الزوجة بعد اطلاعهم على خبايا الحياة الخاصة لأي منهما، ستتغير وقد تسيء أكثر مما يمكن تخيله. فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين، ما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه». واستعرض المدير العام لجمعية تيسير الزواج عادل سعد الخوفي، برنامج التأهيل للمقبلين على الزواج، وهو بعنوان: «الخطوط الحمراء في الحياة الزوجية». وأكد أن «المتعامل مع المشكلات الزوجية يرى أثر نعمة الله تعالى على الأسر المطمئنة المستقرة التي تجاوزت الخلافات إلى التربية والبناء. كما يرى أيضاً كم هي قاسية آثار الخلافات الأسرية على النفس والأسرة والمجتمع، ونِسب الطلاق في عالمنا خير شاهد»، مضيفاً: «إن الخلافات تبدأ كدوائر الماء نقطة صغيرة لا يُلتَفت إليها في الحياة الزوجية، ثم تبدأ تتسع شيئاً فشيئاً حتى تصل إلى حدود يصعب احتواؤها أو السيطرة عليها». ولفت الخوفي إلى أن هناك «أميَّة» لدى قطاع كبير من الأزواج فيما يصح فعله أو لا يصح مع شريك الحياة. وقال: «إن هناك خطوطاً حمراء تُنتهك عند ظهور أي خلاف بين الزوجين تتسبب في هدم عُرى الشراكة الموثوقة بينهما، وتؤدي إلى حدوث الطلاق والانفصال في كثير من الأحيان»، مؤكداً أن «تماسك الأسرة المسلمة الوليدة، واستقرار معيشتها، واستئصال شأفة الشقاق والنزاع بين أفرادها، مطلب شرعي ووطني واجتماعي».