تعد قلعة قباء الواقعة على جنبات طريق قباء الطالع المؤدي إلى مسجد قباء فوق أحد التلال من أقدم القلاع بالمنطقة وتعد رمزاً تاريخياً أثرياً من حيث التاريخ والتصميم، وتحظى بحشود كبيرة من الزوار طوال العام، وما زالت تحتفظ بمعظم محتوياتها البنائية وملحقاتها، رغم أن بعض المؤرخين أشاروا إلى أنه تم بناء القلعة في عام 1915 بمساحة 218 متراً مربعاً. وقد شرعت الهيئة العامة للسياحة والآثار أخيراً، في تنفيذ مشروع تأهيل وترميم القلعة التاريخية وذلك ضمن مشاريع الهيئة لصيانة وترميم المواقع الأثرية والتاريخية في المدينةالمنورة. وأوضح المدير العام لفرع الهيئة الأمين العام لمجلس التنمية السياحية بالمنطقة الدكتور يوسف بن حمزة المزيني، أن القلعة شيدت لمراقبة القادمين للمدينة المنورة وصد الهجمات، وهي مربعة الشكل وتتميز عمارتها بسماكة البنيان، وتقوم على تلة عالية شمال مسجد قباء، وتبعد عن مسجد قباء 1500متر، وتتكون من ثلاثة أدوار، وجاء بناؤها من الحجارة، كما تم طلاؤها بالجص والنورة، وللقلعة مدخل وباب واحد يقع في الجهة الشمالية، وقد عقد أعلاه بعقد دائري بني من الحجر المنتظم ويعتلي الباب برج المدخل الرئيس. وأفاد الدكتور المزيني بأن إدارة التراث العمراني بالهيئة أنهت عمليات التوثيق المساحي والمعماري لموقع القلعة، لما لها من أهمية تاريخية وتراثية وأثرية، وأن القلعة ما زالت في حال عمرانية جيدة ولكن بدت عليها علامات تصدع ومظاهر التعرية، ما تطلب ترميمها قبل سقوطها وضياع ملامحها التراثية، واستكملت جميع المخططات لتأهيلها وتوظيفها بما يتواءم وفق عناصرها المعمارية وهويتها التاريخية، مبيناً أن أعمال الترميم تشمل الإنقاذ وأعمال التدعيم والتأهيل لترميم الأساسات ومعالجة التربة وترميم الجدران الحجرية والطينية وتدعيم الأعمدة والأقواس الحجرية والأسقف الخشبية، ومعالجة التشققات وأعمال اللياسة بأنواعها وأعمال العزل، وترميم الأبواب والنوافذ الخشبية، والأعمال الكهربائية والميكانيكية، وذلك في إطار ترميم عدد من المواقع الأثرية والتاريخية بمتابعة من أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان. وأشار إلى توجيه رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن يكون هناك مقار للحرفيين في مراكز التراث العمراني، في إطار الاهتمام بالحرفيين وإبراز مشاركاتهم، مفيداً بأنه سيكون هناك موقع لهم في قلعة قباء، إضافة إلى قلعة عروة في المدينةالمنورة والعلا وينبع، كما يتم درس إضافة مبنى محطة قطار الحجاز ليكون موقعاً يضم الحرفيين والحرفيات.