تدخل رجالات ناديي الاتحاد والأهلي لإطفاء التشنج والاحتقان الجماهيري المسيطر على المشهدين في شارعي الصحافة والتحلية، ليتوصل نائب رئيس نادي الاتحاد عادل جمجوم مع الأمين العام النادي الأهلي فهد عيد في حضور مدير الكرة الأهلاوية طارق كيال، إلى اتفاق يقضي باحتفاظ نادي الاتحاد بنصيبه في مباراة (الاثنين) المقبل في مواجهة ذهاب دور نصف النهائي من البطولة الاسيوية كاملاً، بينما منح الاتحاديين المدرج الجنوبي من الدرجة الأولى كاملاً لجمهور النادي الأهلي بزيادة 12 في المئة (لتصبح 20 في المئة) لمساحات ملعب الأمير عبدالله الفيصل بعد أن كان من المقرر أن يتقاسم الجمهوران المدرج الجنوبي من الدرجة الأولى، مع الاحتفاظ بحق الاتحاد بنصيبه كاملاً في المقاعد المخصصة للبيع لمدرج الجهة الشرقية (مدرج الدرجة الثانية)، في حين يحتفظ النادي الأهلي بنصيبه كاملاً في المقاعد المخصصة للبيع لمدرج الجهة الشرقية (مدرج الدرجة الثانية) في مباراة الإياب المقامة في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، ويحصل جمهور نادي الاتحاد على الجزء الشمالي من مدرجات الدرجة الأولى. كما اتفق ممثلو الناديين على تنازلهما عن حق الاستضافة الوارد ضمن لوائح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بحيث يشمل تنازل الطرفين عن حق الإقامة الفندقية والمواصلات للفريق الضيف ويتولى كل طرف تأمين هذا الحق لنفسه على نفقته الخاصة. وأصدرت إدارتا الناديين بياناً صحافياً مشتركاً هو الأول من نوعه في تاريخ الناديين، أكدوا خلاله أن ثمة تشنجات محمومة تسبق مباراة الذهاب والإياب الاسيوي، ما يعكس الجانب غير الحقيقي لعمق العلاقة التاريخية التي تربط الناديين، على مدى عمر التنافس الكبير بينهما، مع ثقتهم بتعامل جمهور الناديين مع الحدث بروح واعية وأخلاق تنم عن وعيها، وجاء في البيان (الذي تلقت «الحياة» نسخة منه): «من باب المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهما فإنهما معاً يودان إحاطة جماهيرهما الكبيرة والعزيزة أن التنافس بينهما في الملعب كان من أساس استمرار الفريقين على قمة الكرة السعودية منذ بدايتها، ولم يخرج عن إطار التنافس الشريف في الملعب، والمباراتان القادمتان الهامتان في هذه البطولة ترتكز النظرة حولهما، لدى إدارتي الناديين، نحو تقديم وجه مشرق لكرة القدم السعودية في المحفل الآسيوي، وظهورهما بالشكل اللائق فنياً وتنظيمياً وجماهيرياً يعكس مدى فهمنا كمجتمع متحضر لمفهوم لعبة كرة القدم التي تقوم على بذل كل الجهد وتسخير الإمكانات المتاحة من أجل تحقيق الفوز، وتنافس ناديان سعوديان في هذه البطولة للحصول على بطاقة التأهل للنهائي يؤكد أن كرة القدم في السعودية تتعافى من كبوتها، وتستعد لمرحلة جديدة مقبلة من التفوق». وأضاف البيان: «لا يجب أن يشوه هذا الوجه تصرفات البعض التي اتسمت بالتعصب المبالغ فيه، بعيداً عن الروح الرياضية، ولا تمثل أياً من جماهير الناديين الواعية لمعنى المنافسة الشريفة التي لا بد وأن يكون الفوز هدفاً، وقبول الخسارة بروح عالية واقعاً في كرة القدم، ومن هذا المبدأ فإن مجلسي الإدارة في الناديين الكبيرين يؤكدان حرصهما الشديد على متانة العلاقة بينهما وقوتها، وكل منهما سيعمل جاهداً للفوز ببطاقة التأهل من خلال الملعب فقط، وبعد المباراتين سيكون الخارج من البطولة هو أول من يهنئ الفائز ويقف معه بكل طاقاته وإمكاناته من أجل أن يتوج بطلاً لأكبر قارات العالم، وهذه النظرة هي في واقع الأمر ضرورة يفرضها علينا حجم ومستوى العلاقة التاريخية بين الناديين اللذين يمثلان الكرة السعودية، خصوصاً أنهما أبناء مدينة واحدة، وفوز أحدهما فوز للآخر».