لم أكن أتوقع أن تنتهي مراجعاتي لمستشفى حكومي (تحتفظ «الحياة» باسمه) في جدة هذه النهاية المؤلمة، خصوصاً في ظل السمعة الحسنة التي يتمتع بها المستشفى والمسؤولون فيه. كانت البداية عندما راجعتهم منذ نحو عامين، أثر آلام وروائح تصدر من فمي، وعند مراجعتي اختصاصي الجراحة نصحني بخلع أسناني، مؤكداً أنه سيحيلني إلى اختصاصي الزراعة واختصاصي الجراحة في المستشفى، ليجري لي الإشاعات والتحاليل اللازمة. وبالفعل تم خلع ما في فمي من أسنان وأضراس، وعند إحالتي من اختصاصي الجراحة إلى اختصاصي الزراعة، وبعد مراجعتي لهم مرات عدة خلال فترات متباعدة، أخذ مني اختصاصي الزراعة بطاقتي الممنوحة لي التي تحمل «إكليشه» وزارة الدفاع والطيران – الخدمات الطبية للقوات المسلحة، وبعد ان أدخل معلومات تلك البطاقة في حاسوبه أفادني بأن ابني يعمل في القوات المسلحة بمهنة فني متعاقد وليس عسكرياً، لذلك فإنه لا يحق لي زراعة الأسنان في المستشفى. تخيلوا يخبرونني بذلك بعد كل هذه المراجعات والمعاناة، وبعد أن خلعوا جميع أسناني. الله وحده يعلم مدى ما عانيته خلال هذين العامين، إذ كنت لا أعرف طعماً للأكل إلا بواسطة المصاص، وقد تدهورت ظروفي الصحية وعانيت الأمرين وتكبدت المشاوير وراجعت عيادة خاصة، وعملت بأسنان متحركة بمبالغ طائلة خارج السعودية.لذا من هذا المنطلق آمل من المسؤولين في المستشفى إنهاء معاناتي والموافقة على زراعة أسنان لي في أقرب وقت ممكن.