وسط فرحٍ عارم عاد فريق الوحدة إلى مصاف أندية دوري زين للمحترفين، بعد رحلة قضاها بين أندية الدرجة الأولى في الموسم الماضي، إذ أكد مسؤولوه أن ناديهم لا يتأثر بأي حواجز أمامهم، وأن عودتهم إلى «زين» ليست إلا برهاناً على قوة «فرسان مكة»، وثقافة مزروعة في عقول كل اللاعبين الذين يرتدون القميص الأحمر. ولكن كل تلك الأفراح والتأكيدات على صلابة وصيف دوري الدرجة الأولى، وأنه لن يسقط مجدداً في نفق «المظاليم» باتت مجرد حبر على ورق طارت في عواصف «دوري زين»، فالوحدة اليوم يعاني الأمرين، وتسير على طريق مضى عليه فريق الأنصار في الموسم الماضي، فهو يتقبل الخسارة بشهية مفتوحة، ولا يتأنى في إدخال الرعب على قلوب جماهيره التي يبدو أنها بدأت تعد العدة لمشاهدة فريقها يتبوأ مقعده في مصاف الدرجة الأولى مرة أخرى. قصة إهدار النقاط وتواضع النتائج انطلقت منذ استعدادات الفريق لمنافسات الدوري، إذ قررت الإدارة الاكتفاء بالتعاقد مع أجنبيين فقط، على رغم فرصة الاستفادة من أربع أجانب، فانتدب السوداني محمد بشير (البشة) لدعم خط الهجوم، وعزز خط الدفاع بالمالي سيكو ديمبا، إلا أن عطاءاتهم لم تكن دعامة حقيقية لتتويج جهود الفريق بجلب النقاط. رئيس النادي علي داود أرجع سبب عدم استثماره للخانات الأربع المسموح له بها في التعاقد مع أجانب إلى إتاحة الفرصة للاعبين الشبان، وأبناء النادي، الذين تذوقوا مرارة خوض غمار منافسات الدرجة الأولى، والصعود بالفريق مجدداً إلى دوري «زين»، مضيفاً: «وجدنا أن الخانات التي استقطبنا لها محمد بشير البشة، وسيكو ديمبا، لشغلها هي أهم الخانات التي تتطلب وجود أجانب، إضافة إلى أن المدرب المصري بشير عبدالصمد هو من طالب باللاعبين المذكورين آنفاً، محدداً المراكز التي يحتاجها، وبناء على ما تقدم به للإدارة قمنا بالتعاقد معهما، وبصراحة وما سأقول ليس بتبرير، فضلنا أن نتيح الفرصة لأكبر عدد من أبناء النادي فهم من صعدوا بالفريق إلى دوري «زين»، وهم من تذوق طعم المرارة في دوري الدرجة الأولى، ولا أعتقد أننا سنجد أحرص منهم على خدمة النادي سواء من الداخل أو الخارج، وذلك أهم اسباب التعاقد مع اجنبيين وليس كما يشيع البعض قلة أموال». الوحدة خسر حتى الآن 8 مباريات من أصل 9 خارجاً بنقطة وحيدة إثر تعادل يتيم مع الاتفاق مطلع منافسات الدوري، وخسر أمام حامل اللقب الشباب على أرضه، وأمام وصيفه الأهلي خارج أرضه، وعلى يد الاتحاد والنصر أيضاً خارج أرضه، كما خسر من الهلال على ملعبه، ومن الصاعد معه إلى «زين» الشعلة ما بين جماهيره في «الشرائع». «فرسان مكة» تقبلوا الهزائم من أقوى الفرق، وأقلها إمكانات أيضاً، ولم يعد مؤهلاً للحصول على أية نقطة فهو لم يترك مجالاً حتى للتنبؤ بفوزه على أي من الفرق ال13، كما أنه سيواجه مشكلة كبرى قد تزيد من معدل خطر مواجهته شبح الهبوط، فهو سيلعب في الدور الثاني مجدداً مع فرق الشباب، والأهلي، والاتحاد، والنصر، والهلال وهي الفرق التي يبدو أنها ستتخطى الوحدة في المرة المقبلة أيضاً عطفاً على الفوارق الفنية الظاهرة بينها وبين سفير مكة، إضافة إلى قوة فريق الفتح التي ستكون بمثابة حاجزاً صعب التخطي بالنسبة ل«الفريق الأحمر»، وتمثل تلك المباريات الست ما مجموعه 18 نقطة من أصل 17 مباراة متبقية للوحداويين، ولا يتبقى عقب ذلك سوى 11 مباراة حصادها 33 نقطة في حال كسبها الوحدة، أما أقرب المنافسين له فهو فريق الفيصلي الذي يملك في رصيده حتى الآن 4 نقاط. الوحدة تأثر في منتصف الدوري نظير تغيير المدرب المصري بشير عبدالصمد، وهو من صعد برفقته إلى دوري «زين»، وتعاقدت الإدارة مع المدرب التونسي وجدي الصيد الذي خسر 4 مباريات من أصل 4 قادها حتى نهاية الجولة الماضية.