خلصت محادثات أجراها في باريس أمس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مع وزيري الدفاع جان إيف لو دريا، والخارجية لوران فابيوس، إلى تأكيد «تميز العلاقات بين السعودية وفرنسا». وعلمت «الحياة» أن محادثات الأمير سلمان تطرقت لمكافحة خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية والعراق، وضرورة الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، ومساعدة المعارضة المعتدلة في سورية، وضرورة انتخاب رئيس للبنان بأسرع وقت. وشملت محادثات ولي العهد السعودي مع وزير الدفاع الفرنسي التعاون في مجال الدفاع وقطاع البحرية. (للمزيد) وكان ولي العهد السعودي بدأ الإثنين زيارة رسمية لفرنسا تستغرق خمسة أيام، أجرى في مستهلها محادثات مع الرئيس فرانسوا هولاند. وشددت محادثاته في باريس أمس مع وزيري الدفاع والخارجية على تعزيز التعاون الثنائي، ورغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما وتطويرها. وجرى خلال لقاء الأمير سلمان، في مقر إقامته بباريس وزير الخارجية، عرض العلاقات الثنائية، وموقف البلدين تجاه القضايا الدولية. وأكد فابيوس أهمية الزيارة الحالية لولي العهد السعودي، وما ستحققه من نتائج، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «تولي الزيارة بالغ اهتمامها، لمكانة السعودية وثقلها الدولي». وعبّر الأمير سلمان عن سعادته بالزيارة، وبما عقده من لقاءات بالقيادة الفرنسية تهم مصلحة البلدين. وحضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص له الأمير محمد بن سلمان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، والسفير السعودي لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ. وعلمت «الحياة» أن مكافحة «داعش» في العراق وسورية تصدرت المحادثات، وكان هناك توافق على أنه تهديد خطر للمنطقة، وأنه ينبغي بذل كل الجهود للتصدي لهذا التهديد. وكان هناك أيضاً توافق على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق. وكان الرئيس هولاند أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس العراقي فؤاد معصوم (الثلثاء) في هذا الشأن. وتناولت المحادثات «داعش» في سورية، وكان هناك توافق تام على أنه لا يمكن ترك بشار الأسد يقدّم نفسه شريكاً مستقبلياً في مكافحة إرهاب «داعش»، كونه هو المصدر الأساسي لانتشار «داعش». وكان هناك تطابق تام مع تأكيد ضرورة الذهاب إلى أبعد ما يمكن لمساعدة المعارضة السورية المعتدلة. وتم التطرق إلى شأن لبنان، في ظل اهتمام مشترك بضرورة انتخاب رئيس للبلاد بأسرع وقت، على أن يكون توافقياً. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن السعودية تتمنى تعزيز المؤسسات في لبنان، ولذا قدمت الهبات للبنان. وتوقعت مصادر مطلعة أن يكون تأخير توقيع العقد بين فرنسا والسعودية على المعدات العسكرية للبنان مردّه الانتظار لانتخاب رئيس جديد في لبنان. وأكدت مصادر رسمية فرنسية ل«الحياة» أن السعودية مدركة لضرورة الإسراع بتوقيع وتنفيذ العقد للمعدات الفرنسية العسكرية للبنان، واعترفت بأن غياب وجود رئيس في لبنان أمر غير مريح في كل الحالات. إلى ذلك، التقى ولي العهد السعودي في باريس أمس رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، وعرض رئيس معهد العالم العربي خلال اللقاء اهتمام المعهد بتوثيق العلاقات الثقافية وتطويرها مع السعودية، لما تتميز به المملكة من تاريخ وثقافة عريقة، منها وجود الحرمين الشريفين على أرضها. وأعرب عن شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد، لدعمها المستمر للمعهد وأنشطته للقيام بمسؤولياته الثقافية المهمة بين المجتمعين العربي والفرنسي. ونوّه الأمير سلمان بدور المعهد في تعزيز التواصل والتعاون بين الثقافتين العربية والفرنسية. وحضر ولي العهد مأدبة غداء أقامتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في باريس أمس، لمناسبة زيارته الحالية لفرنسا. وكان في استقباله لدى وصوله مقر الحفلة كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية، وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والإسلامي والأجنبي المعتمدون، كما حضر الحفلة عدد من الأمراء وأعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد، وعدد من كبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين. وحضرها مسؤولون سعوديون وفرنسيون.