أعلن المدير العام لمنظمة العمل الدولية غي رايدر في كلمة أمام صندوق النقد الدولي أمس في طوكيو، ان عدد العاطلين من العمل في العالم زاد بمقدار 30 مليوناً منذ بداية الأزمة عام 2008. وأشار في كلمة وُزعت أمس ويلقيها اليوم أمام المجلس النقدي والمالي الدولي، الهيئة المكلفة تحديد التوجهات السياسية الكبرى لصندوق النقد الدولي، ان نحو «75 مليوناً من أصل 200 مليون عاطل من العمل اليوم تقل أعمارهم عن 25 عاماً». وتأتي الأرقام وسط جدال متزايد حول منافع التقشف، خصوصاً في أوروبا حيث دفعت تخفيضات مؤلمة في الموازنات الحكومية مستويات البطالة حتى 25 في المئة في بعض البلدان، مثل اليونان وإسبانيا المثقلتين بالديون. ونبه رايدر إلى ان عدد الذين توقفوا عن البحث عن عمل زاد بواقع 40 مليون شخص. وقال: «مع ازدياد قوة العمل العالمية بواقع 40 مليون شخص سنوياً، سنواجه في السنوات المقبلة نواقص كبيرة ومتنامية على صعيد الوظائف المحترمة المتوافرة». وأضاف: «بين الذين حصلوا على فرصة عمل 900 مليون شخص يعجزون عن كسب ما يكفيهم ليتخطوا عتبة الفقر المحددة بدولارين يومياً للفرد»، مشدداً على ضرورة التوقف عن تبني سياسات تقشفية. وأكد ان في حال استمرت التوجهات في مجال خفض الفقر، كما كانت قبل الأزمة، لانخفض عدد الفقراء في العالم اليوم بمقدار 55 مليوناً. وأوضح ان «الأضرار التي نجمت عن الإجراءات التقشفية جاءت أعمق من المتوقع، وفي هذه الشروط يجب إعادة النظر في البرامج الزمنية الموضوعة لعودة التوازن في الإنفاق». وأول من أمس قالت المديرة التنفيذية لصندوق النقد كريستين لاغارد ان الإفراط في التقشف قد يسبب بأسرع من المتوقع صعوبات، خصوصاً ان كان عدد من الدول يحاول تلبية أهداف مالية معينة خلال فترات زمنية محددة. وقالت في مؤتمر صحافي ان صندوق النقد يرغب في منح اليونان سنتين إضافيتين لترتيب أوضاعها المالية. وقفز معدل البطالة في اليونان إلى أكثر من 25 في المئة، بينما أكدت أكبر شركة عاملة فيها أنها ستغادر البلاد، ما شكّل ضربة جديدة لاقتصاد حذر خبراء ألمان من ان إنقاذه لن يكون ممكناً من دون شطب مزيد من الديون. وجاء إعلان شركة تعبئة المشروبات «كوكاكولا هيلينيك» أنها ستُحول إدراجها الأساس من أثينا إلى لندن وتنقل مقرها إلى سويسرا المستقرة ذات الضرائب المنخفضة، بمثابة ضربة قاسية لليونان المثقلة بالديون. وجاء إعلان الشركة متزامناً مع بيانات أظهرت ارتفاع البطالة للشهر ال 35 على التوالي في تموز (يوليو) الماضي إلى 25.1 في المئة من 24.8 في المئة المعدل في حزيران (يونيو)، في حين ارتفع معدل البطالة أكثر من ثلاثة أضعاف منذ بدء الركود في البلاد والذي دخل عامه الخامس. ويذكر ان أربعة أخماس اليونانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً عاطلون من العمل.