رويترز، أ ف ب - تجمع مئات من عمال المناجم الجنوب أفريقيين في موقع راستنبورغ (شمال) التابع لمجموعة «إمبلاتس» العالمية الأولى للبلاتين، بهدوء أمس، غداة إعلان الشركة إقالة 12 ألفاً منهم بسبب إضرابهم غير القانوني. وكانوا يرغبون في توجيه تحية إلى زميلهم الذي قتل مساء الخميس برصاص الشرطة خلال تفريق تظاهرة محظورة بالقوة. وبعدما تجمعوا في ملعب رياضي، كانوا ينتظرون من قادتهم أن يوضحوا لهم المسار الذي سيسلكونه بعد الإقالات الجماعية. وكانت آليات الشرطة متمركزة في محيط الموقع ومروحية تحلق في الأجواء. وكانت مجموعة «إمبلاتس»، المتفرعة من شركة «أنغلو أميركان» التي توظف 28 ألف شخص في راستنبورغ وتنتج نحو ربع البلاتين في العالم، أصدرت تهديداً أول من أمس بصرف العمال المضربين بطريقة غير قانونية والذين يرفضون المثول أمام المجالس التأديبية. وهدد العديد منهم، المصممون في شكل كامل على الحصول على الزيادات الكبرى على الرواتب التي يطالبون بها منذ بدء الإضراب في 12 أيلول (سبتمبر)، باللجوء إلى العنف. وقال هندريك مبوندو (27 سنة) لوكالة «فرانس برس»: «إذا كانوا لا يرغبون في الحديث معنا، فستحرق أشياء كثيرة اعتباراً من اليوم (أمس)». وأضاف: «إذا قالوا إنهم يصرفوننا من العمل، فسنحاربهم. هناك أشخاص يخططون أساساً لإحراق الموقع». ومساء أول من أمس أحرقت ثلاث آليات بالقرب من آبار ثيمبلاني، وهو أحد مواقع «إمبلاتس». وقتل مسؤول محلي في نقابة المناجم الوطنية في منزله مساء أول من أمس في ماريكانا على بعد بضعة كيلومترات من ذلك المكان. وكانت ماريكانا مسرحاً في الشهرين الماضيين لأعنف نزاع اجتماعي تشهده جنوب أفريقيا منذ سقوط نظام الفصل العنصري في 1994، إذ قتل 46 شخصاً بينهم 34 من عمال المناجم المضربين برصاص الشرطة في 16 آب (أغسطس). ومنذ بدء الخلافات الاجتماعية في المناجم، يعبر المضربون عن عدم ثقة شديد حيال النقابة الوطنية للمناجم ويتهمونها بأنها قريبة جداً من السلطة ومن أرباب العمل وبعدم الدفاع عن مصالح العمال. وغالبية الإضرابات تعتبر تلقائية وغير مشروعة على رغم ان تنظيماً منشقاً عن النقابة الوطنية يبدو أنه لعب دوراً مهماً فيها. وأفادت النقابة الوطنية في بيان بأنها «أصيبت بصدمة إزاء هذا الاغتيال الجديد لأحد قادتها في ماريكانا»، مضيفة ان «ذلك حصل بعد مقتل نقابي آخر من النقابة الوطنية في نهاية الأسبوع الماضي وبعد هجوم على احد قادتنا المحليين أيضاً لكنه تمكن من النجاة منه، فيما قتلت زوجته». وهذه الحوادث التي تعلن عنها النقابة الوطنية للمناجم لم تبلغ للشرطة ولا لوسائل الإعلام في جنوب أفريقيا، وأدت إلى مقتل نحو سبعة أشخاص على هامش الخلاف الاجتماعي، خلال أسبوع. وينفذ نحو مئة ألف شخص من عمال المناجم في مختلف القطاعات لكن أيضاً من العاملين في مجال النقل، إضراباً في جنوب أفريقيا للمطالبة برواتب أفضل. ويخشى المستثمرون أن يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم أزمة تشل قطاع المناجم، العصب الاقتصادي للبلاد الذي يساهم بنحو 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.