تستضيف مالطا غداً الجمعة قمة الدول الخمس الأوروبية المتوسطية والدول المغاربية الخمس، ويشارك فيها رؤساء أوروبيون من بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في حين يتمثّل عدد من الدول المغاربية من بينها الجزائر والمغرب برئيس الحكومة. وقالت أوساط الرئاسة الفرنسية إنها القمة الثانية لهذا المسار بعد القمة الأخيرة التي عُقدت في 2003 وإنها لا تحل مكان الاتحاد من أجل المتوسط الذي سيكون حاضراً عبر أمينه العام فتح الله سجلماسي. وأوضحت أن لقاء مالطا يمثّل إطاراً سيبحث مشاريع تعاون على الصعد التربوية والاقتصادية والنقل والطاقة. وأفادت الأوساط الفرنسية بأن مسار اتحاد المتوسط قد تعطّل نتيجة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لكن قمة خمسة زائد خمسة ليست بديلاً منه بل هي لدفع التعاون بين منطقتين هما في حاجة إليه. وتوقع مصدر فرنسي مطلع أن تبحث هذه الدول في القمة التي تُعقد في العاصمة المالطية فاليتا مسألة طلب مالي التدخل العسكري لمواجهة الوضع في الساحل الأفريقي. وأوضح أن باريس تتفهم مخاوف الجزائر إزاء رفضها مثل هذا التدخل لأن لا أحد يريد أن تنتقل مشكلة فرع «القاعدة» في الساحل من مالي إلى الجزائر، قائلاً إن كل الدول التي شجعت مالي على طلب التدخل العسكري لا تريد التدخل مباشرة بنفسها. وكتبت صحيفة «لوموند»، في هذا الإطار، أن فرنسا تقترح تدريب قوات مالية وإشراك قوات أفريقية في مثل هذا التدخل ضد «القاعدة» وجماعات متشددة. وعلى رغم أن الأوضاع في الساحل ستأخذ حيّزاً مهماً من النقاشات في قمة مالطا، إلا أنها ستركّز أيضاً على إطلاق مشاريع مشتركة بين ضفتي المتوسط العربية - المغربية والأوروبية. وتستمر القمة بضع ساعات فقط. ونقلت «فرانس برس» عن رئيس الوزراء المالطي لورنس غونزي «أن مالطا فخورة باستضافة أول قمة 5+5 منذ ولادة الديموقراطية في تونس ومصر وليبيا». وأضاف أنها قمة «تاريخية في حد ذاتها وستكون واجهة للحوار بين الثقافات» بين ضفتي المتوسط. وهو ثاني اجتماع فقط على مستوى قادة الدول والحكومات لهذا المنتدى الذي اطلق في روما في العام 1990 وسمي «الحوار 5 زائد 5». ويضم إسبانياوفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال اضافة إلى الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس. وسيشارك في القمة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وكذلك رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي ونظيراه الإسباني ماريانو راخوي والبرتغالي بيدرو باسوس كولهو. ومن الاتحاد الأوروبي سيشارك رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه باروزو ومفوض شؤون سياسة الجوار الأوروبية التشيكي ستيفان فولي. كما سيكون الأمين العام لاتحاد المغرب العربي حبيب بن يحيي والأمين العام للاتحاد من اجل المتوسط فتح الله السجلماسي بين المراقبين. وفي الجانب المغاربي أكد الرئيسان التونسي منصف المرزوقي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز مشاركتهما على غرار رئيسي الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران والجزائري عبدالمالك سلال. وستتمثل ليبيا برئيس المؤتمر الوطني (برلمان) محمد المقريف الذي يعتبر عملياً رئيساً بالوكالة لليبيا.