كثفت الأممالمتحدة ووكالاتها المختصة جهودها لمساعدة المدنيين السوريين الذين تأثروا بأعمال العنف في بلادهم. ففيما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انها عينت منسقاً تابعاً لها للاهتمام باللاجئين السوريين الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثين ألفاً موزعين على عدد من البلدان المجاورة لسورية، اعلنت مساعدة المفوضة العليا لحقوق الانسان كيونغ-وا كانغ انه سيتم ارسال مراقبين من الاممالمتحدة هذا الاسبوع الى الدول المجاورة لسورية لجمع معلومات عن «انتهاكات وفظائع» ارتكبت في هذا البلد. وتقول الاممالمتحدة ان جهود التوثيق تهدف الى ضمان محاسبة المسؤولين عن أعمال القمع. وقالت كيونغ-وا كانغ امام مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة: «نسعى قدر الامكان الى المحافظة على اتصالات (مع اشخاص) على الارض». واضافت: «سنرسل هذا الاسبوع الى المناطق الحدودية للدول المجاورة (لسورية) مراقبين مكلفين جمع معلومات ووثائق عن الانتهاكات والفظائع». في موازاة ذلك، اعلن الناطق باسم الاممالمتحدة ادريان ادواردز في مؤتمر صحافي ان المفوضية العليا للاجئين عيّنت بانوس مومتزيس منسقاً للمساعدات الموجهة الى اللاجئين السوريين بعد ان تزايد بشكل كبير عدد اللاجئين السوريين المسجلين. وقال مومتزيس ان «الارقام الرسمية للبلدان المجاورة والمعلومات الخاصة بالمفوضية العليا للاجئين تفيد بأن نحو ثلاثين الف شخص فروا الى البلدان المجاورة» لسورية، مضيفاً انه «سيزور المنطقة فور انتهاء المؤتمر الصحافي». وسيلتقي مومتزيس في المنطقة الشركاء في المجال الانساني مع المفوضية لتحديد كمية المساعدات الواجب ارسالها الى اللاجئين هناك. وتفيد المفوضية العليا للاجئين ان نحو سبعة الاف لاجىء سبق وان سجلوا كلاجئين في شمال لبنان، الا ان هناك آلافاً آخرين غالبيتهم قدموا من محافظة حمص يجري حالياً تسجيلهم في طرابلس في شمال لبنان. وتقدر المفوضية العليا للاجئين وجود اربعة آلاف لاجىء سوري في سهل البقاع ونحو ألف آخرين في مناطق اخرى من لبنان. اما في الاردن فيبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين نحو خمسة آلاف في حين ان الفين آخرين يجري العمل على تسجيلهم. وفي تركيا تلقى نحو 23 ألف لاجىء سوري مساعدات في سبعة مخيمات منذ نيسان (ابريل) 2011. وبعد ان عاد قسم منهم فان عددهم يبلغ حالياً نحو 13 ألفاً. اما في ما يتعلق بالنازحين داخل سورية فان المفوضية العليا للاجئين تعتمد على ارقام قدمها الهلال الاحمر السوري وتفيد بأن عددهم نحو 200 ألف، مشيرة في الوقت نفسه الى ان هذا الرقم قد يكون ادنى من الواقع. وقال مومتزيس ايضا ان هناك معلومات غير مؤكدة تفيد عن معاناة السوريين في محاولاتهم لعبور الحدود الى الدول المجاورة. وقال: «من المهم جداً ان تتمكن العائلات التي تريد عبور الحدود من القيام بذلك». وكانت مسؤولة العمليات الانسانية في الاممالمتحدة فاليري آموس دعت الحكومة السورية اول من امس الى مزيد من «الشفافية»، معربة عن الامل بأن تتمكن الاممالمتحدة من اطلاق عملها الانساني في سورية غداً الخميس.