أحيت فرق مثل «ذي بلاك كيز» و «فو فايترز»، وفنانون مثل نيل يونغ، حفلة مجانية في سنترال بارك في نيويورك مساء أمس، للفت الانتباه إلى الجهود الهادفة لمحاربة الفقر في العالم. وحضر نحو 60 ألف شخص في المتنزه الشهير في مانهاتن، للمشاركة في الحفلة التي نظمتها منظمة «غلوبال بوفرتي بروجكيت» بهدف التوعية لا جمع المال. وعلى رغم أن الحفلة كانت مجانية، تحتّم للحصول على تذكرة دخول أن يسجّل الراغب نقاطاً من خلال مشاهدة أشرطة فيديو على موقع «غلوبال سيتيزن.أورغ»، حول عوامل مسببة للفقر المدقع، من الملاريا إلى وفاة الأمهات عند الولادة. وتزداد نقاط المستخدم كلما ساهم في نشر المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدت «غلوبال بوفرتي بروجكيت» أنها حققت هدفها، بل تجاوزته، إذ تلقّت تعهدات تزيد قيمتها عن 500 مليون دولار هذه السنة، من وكالات مساعدة وأطراف مانحة أخرى، وقد أعلن بعضها خلال الحفلة. إلا أن الهدف الأسمى للنشاط كان تمرير رسالة ضرورة مكافحة الفقر إلى المواطنين العاديين. وأتت الحفلة في التوقيت المناسب، بموازاة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، للدعوة الى مشاركة جماعية في هذه القضية، كما قال هيو إيفانز، مدير «غلوبال بوفرتي بروجيكت» الذي أضاف: «أتعرفون ماذا يفعل السياسيون؟»، ثم لعق إصبعه ورفعها في الهواء، متوجهاً إلى الصحافيين قرب المسرح: «إنهم ينتظرون ليتبينوا وجهة الريح. أما المجتمع المدني فيقرر وجهة هبوب الريح». وأدى جون ليدجند أغنية جون لينون الشهيرة «إيماجن»، وشارك في الحفلة أيضاً مغني الهيب هوب الكندي الصومالي «كنعان»، وفرقة الروك الأميركية «باند أوف هورسيز». واستغل الفنانون وجودهم على المسرح للترويج لضرورة مكافحة الفقر، مع بث أشرطة فيديو قصيرة تظهر عمل الناشطين في مجال مكافحة هذه الآفة العالمية. وقالت كارين سوليفان (43 سنة)، وهي مدرّسة حضرت الحفلة: «أظن أن الناس يريدون أن يعرفوا، لكنهم لا يمكلون الوسائل... يقال إن الأميركيين لا يهتمون، وهذا يغضبني». ولعل بعض الحضور تحمّس للاستماع إلى نجومه المفضلين، مجاناً، أكثر من المساعدة في مكافحة الفقر. وقال الإطفائي ستان كوالسكي (30 سنة): «أردنا خصوصاً رؤية فرقة «فو فايترز»... كنا محظوظين». وطالب المنظمون داعمي «غلوبال بوفرتي بروجيكت» بإرسال رسائل «تويتر» إلى الرئيس باراك أوباما، ومنافسه الجمهوري ميت رومني، لمناشدتهما مناقشة سياسة المساعدات الخارجية خلال المناظرات التلفزيونية في إطار حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.