حدد القضاء المصري أمس 21 الشهر المقبل لانطلاق أولى جلسات محاكمة 8 متهمين غيابياً في قضية الفيلم المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم). وستُجرى المحاكمة أمام الدائرة 16 في محكمة جنايات جنوبالقاهرة برئاسة المستشار سيف النصر سليمان والتي ستنعقد في مجمع محاكم القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس. وكان المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام أحال المتهمين الثمانية المقيمين جميعاً في الولاياتالمتحدة في القضية للمحاكمة الجنائية، وأمر بإلقاء القبض عليهم وحبسهم احتياطياً على ذمة القضية. والمتهمون في القضية هم كل من: موريس صادق جرجس عبد الشهيد (محام ومؤسس الجمعية القبطية الوطنية في واشنطن)، ومرقص عزيز خليل (مقدم برامج دينية في الولاياتالمتحدة)، وفكري عبد المسيح زقلمة (طبيب بشري)، ونبيل أديب بسادة (المنسق الإعلامي للجمعية القبطية الوطنية في واشنطن)، وإيليا باسيلي وشهرته «نيقولا باسيلي»، وناهد محمود متولي وشهرتها «فيبي عبد المسيح بولس صليب»، ونادر فريد نيقولا، وتيري جونز راعي كنيسة دوف الإنجيلية في ولاية فلوريدا الأميركية. ونسبت النيابة إلى المتهمين جميعاً - وهم مصريو الجنسية عدا المتهم الأخير الأميركي الجنسية - ارتكاب جرائم المساس بوحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه، وازدراء الدين الإسلامي، وإذاعة أخبار وإشاعات كاذبة والتعدي علناً على الدين الإسلامي، وهي جرائم يعاقب عليها القانون المصري بعقوبة تصل إلى الإعدام. وذكرت وكالة «فرانس برس» أمس أن السفارة الأميركية في القاهرة حذّرت «المبشرات» الأميركيات في مصر من أنهن يمكن أن يكن هدفاً لعمليات إرهابية، في بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت. وقال البيان إن «السفارة لديها معلومات موثوق بها تفيد بأنهن يمكن أن يكن هدفاً (لعمليات) إرهابية». وأضافت السفارة الأميركية أنه «بناء على ذلك يتعين على المواطنين الأميركيين اليقظة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتأمين أنفسهم». ولم تذكر السفارة الأميركية أي تفاصيل عن طبيعة التهديدات ولا عن «المبشرات» الأميركيات في مصر. كما لم يصدر أي رد فعل من السلطات المصرية على هذا البيان. وفي لوس أنجليس (رويترز)، قال مسؤول سجن إن الرجل الذي يعيش في كاليفورنيا ويقف وراء الفيلم المسيء للإسلام الذي أثار احتجاجات عنيفة في شتى أنحاء العالم الإسلامي احتجز في سجن اتحادي في وسط لوس أنجليس الجمعة بسبب انتهاك محتمل لشروط الإفراج عنه في قضية احتيال مصرفي. ولزم مسؤولون اتحاديون الصمت إزاء أوضاع سجن نيقولا باسيلي نيقولا بما في ذلك ما إذا كان محتجزاً مع السجناء العاديين أم أنه معزول عن بقية السجناء، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بسلامته. وقال كريس بورك الناطق باسم المكتب الاتحادي للسجون: «إنه في مركز احتجاز العاصمة». وأضاف أن هذا السجن يضم 969 نزيلاً. ووصف نيقولا بأنه منتج فيلم صنع بطريقة فجة مدته 13 دقيقة صور في كاليفورنيا وبث على الإنترنت تحت عدة أسماء من بينها «براءة المسلمين». ويتضمن هذا الفيلم إساءة للرسول الكريم. وأثار الفيلم سيلاً من الاضطرابات المناهضة للأميركيين في مصر وليبيا ودول إسلامية أخرى كثيرة خلال الأسبوعين الماضيين. وتزامنت أعمال العنف مع هجوم على المنشآت الديبلوماسية الأميركية في بنغازي أسفر عن قتل أربعة أميركيين من بينهم سفير الولاياتالمتحدة لدى ليبيا. واعتقل نيقولا وصدرت أوامر بسجنه يوم الخميس بسبب اتهامات بأنه خرق شروط الإفراج عنه في عام 2011 بعد إدانته في قضية تحايل مصرفي. وأبعد نيقولا عن الأنظار معظم الأسبوعين الماضيين وسط غضب من الفيلم. ودفع ستيف سيدين محامي نيقولا من دون نجاح في المحكمة بأن احتجاز موكله في مركز احتجاز العاصمة سيكون خطيراً «بسبب العدد الكبير من المسلمين الموجودين هناك». لكن القاضية سوزان سيغال قضت بأنه يوجد خطر بأن يقوم نيقولا المسيحي المصري الأصل بالهروب وأنه «شارك في نمط مطول من الخداع». وامتنع محاموه عن التعليق من خلال متحدث على احتجاز نيقولا ولم يقولوا سوى أنهم ما زالوا يشعرون بقلق على سلامته. وكان وزير السكك الحديد الباكستاني غلام أحمد بيلور قد عرض 100 ألف دولار في الأسبوع الماضي لأي شخص يقتل صانع الفيلم على رغم أن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نأى بنفسه عن هذا التصريح.