هدم مسلحون اسلاميون أمس، بالمعاول والفؤوس ضريح الفا موبو، احد الأولياء الصالحين المسلمين في شمال مالي، وذلك بعد نحو ثلاثة اشهر من بدء عملية هدم اضرحة مماثلة في مدينة تمبكتو القريبة، ما أثار غضباً دولياً. وقال مامادو سيسيه، المسؤول في بلدية غوندام التي تبعد 90 كيلومتراً عن تمبكتو (شمال غرب): «هدم الاسلاميون ضريح الفا موبو الذي يقع قرب مقبرة المدينة. وكانوا مزودين بمعاول وفؤوس وأشياء اخرى». وأفاد أحد السكان بأن «11 شخصاً حطموا الضريح وتولى أحدهم التصوير»، علماً ان الاسلاميين توعدوا في تموز (يوليو) الماضي بهدم كل أضرحة شمال مالي الخاضع لسيطرتهم منذ نيسان (ابريل). وفي 17 الشهر الجاري، هدم اسلاميون من حركة «التوحيد والجهاد» غرب افريقيا ضريح شيخ الكبير الذي يبعد 330 كيلومتراً شمال غاو بالمعاول والمطارق. الى ذلك، كشف مصدر مقرب من ملف «المتطوعين الجهاديين» الفرنسيين، رصد بعضهم للمرة الأولى في صفوف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» في مالي، ما يشكل وجهة غير مسبوقة لهم بعدما اعتادوا على التوجه الى البوسنة والعراق او الى الحدود الباكستانية - الأفغانية. واوضح المصدر ان أجهزة مكافحة التجسس الفرنسية تعرفت نهاية آب (اغسطس) الماضي على مواطنين اثنين، شارك احدهما في استجواب رهائن فرنسيين خطفوا في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى. واشار الى ان احدهما معروف من اجهزة مكافحة التجسس. وافادت صحيفة «لوموند» التي اكدت الخبر ان الرجلين يناهزان الثلاثين من العمر، وأحدهما شارك في الثورة الليبية قبل الالتحاق بكتيبة في مالي، وهو «جهادي حقيقي خطير جداً»، بحسب مصدر امني مالي في باماكو، والذي اشار الى ان الفرنسي الثاني يُعرف باسم «عبدالجليل» ويعيش مع زوجته وهي من المغرب العربي واطفالهما في شمال مالي، مؤكداً انه «ليس جهادياً حقيقياً بل اعتنق قضية الجهاديين». وصرح مدير المركز الفرنسي لبحوث الاستخبارات اريك دونيسيه بأن «وجود فرنسيين في كتيبة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يشكل سابقة» في شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات اسلامية مسلحة منذ ستة شهور. وبدأ المتطوعون الفرنسيون في الالتحاق بصفوف الاسلاميين منذ منتصف تسعينات القرن العشرين، تحديداً في البوسنة والشيشان، ثم بدءاً من الالفية الثانية في افغانستان والعراق، قبل ليبيا العام الماضي. ولفت دونيسيه الى ان عدد هؤلاء المقاتلين «لم يتجاوز بضعة عشرات، وان بعضهم قتلوا لدى حملهم السلاح. اما حالات العودة الى فرنسا لتنفيذ هجمات فتبقى نادرة، علماً ان ان اجهزة الاستخبارات شلت حركة معظم العائدين منهم من افغانستان او العراق». واشار الى ان عصابة روبيه التي فكِكت عام 1996 بعدما نفذت عمليات سطو في فرنسا لتمويل القضية الاسلامية، ضمت ليونيل دومون المقاتل السابق في احدى كتائب المجاهدين العرب في البوسنة، اضافة الى فرنسيين آخرين اعتنقوا الاسلام. ورأى لوي كابريولي، المسؤول السابق في اجهزة مكافحة الارهاب والمستشار الخاص لمجموعة «جيوس» الأمنية ان «المقلق هو التدريب الذي يمكن ان يكون تلقاه هذان الفرنسيان على استعمال صواريخ ارض – جو نقلت من ليبيا الى مالي بعد سقوط نظام معمر القذافي». وزاد: «حتى لو جرى الاستيلاء على 5 آلاف من 20 الف صاروخ ارسلها القذافي، وقسم منها غير صالح للاستخدام بسبب عدم الصيانة، لا شيء يجزم بأن هذين الفرنسيين لا يستطيعا ارتكاب اعتداءات في فرنسا بصواريخ يمكن ادخالها الى اوروبا». كما أبدى قلقه من احتمال وجود فرنسيين في صفوف المتمردين السوريين.