سدّت حركة «حماس» الأبواب في وجه كل الوساطات العربية والأجنبية، وأعلنت موقفها النهائي بعدم السماح لأعضاء المؤتمر السادس لحركة «فتح» من قطاع غزة بالسفر إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية للمشاركة في أعمال المؤتمر غداً إلا بعد اطلاق معتقليها في الضفة، في وقت بدا ان غياب الضمانات بعدم ملاحقة المفرج عنهم لاحقاً أعاق اقتراحا مصرياً باطلاق المعتقلين على دفعات. في غضون ذلك، اعطى القيادي البارز في «حماس» محمود الزهار سبباً اضافياً لقرار منع «الفتحاويين» من المغادرة يتمثل في تفويت الفرصة على القيادي في حركة «فتح» محمد دحلان في الفوز بعضوية اللجنة المركزية للحركة. وسيكون قرار «حماس» في صلب اجتماع المجلس الثوري لحركة «فتح» الذي من المفترض ان يأخذ قرارا إما بعقد المؤتمر بمن حضر، او التأجيل. وخيّب حمدان آمال «الفتحاويين» والدول التي توسطت في القضية، مثل روسيا والسودان وتركيا ومصر وقطر ودول عربية أخرى، عندما أعلن في مؤتمر صحافي في بيروت امس ان «حماس» لن تسمح لنحو 350 «فتحاوياً» بمغادرة القطاع الا بعد إتمام الإفراج عن أكثر من ألف معتقل من الحركة في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة، مضيفاً ان اطلاق المعتقلين «سيفتح ايضا الباب امام المصالحة» الوطنية المتعثرة. وقال: «نحن عرضنا مطالبنا، ونرى أن من حق فتح عقد مؤتمرها، لكن من حق معتقلينا أن يعودوا إلى عائلاتهم ومنازلهم وشعبهم». وكشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في دمشق ان المصريين تدخلوا مساء اول من امس مقترحين اطلاق 600 من معتقلي «حماس» على دفعات بحيث يطلق 200 بالتزامن مع خروج «الفتحاويين» من غزة، على ان يطلق ال400 الباقون في غضون عشرة ايام. واضافت المصادر ان قيادة «حماس» بعثت امس الى الجانب المصري ورقة تتضمن آلية مقترحة للافراج عن المعتقلين شددت على نقطتين: الاولى وقف الاعتقالات بحق كوادر الحركة في الضفة، مع ضمانات بعدم اعادة اعتقال المفرج عنهم. والثانية الافراج عن جميع المعتقلين الذي يبلغ عددهم نحو ألف، مع الاستعداد لقبول البت بأمر عدد قليل شرط ان تقدم السلطة كشوفاً بأسمائهم وفي اسباب تأجيل الافراج عنهم «من دون انقاص شرط الافراج عن الجميع». في المقابل، ما تزال السلطة الفلسطينية متمسكة بأن عدد معتقلي «حماس» لا يتجاوز 550 شخصاً، مع ابداء الاستعداد للافراج عن ما بين 200 و250 منهم من دون تقديم ضمانات. في هذه الاثناء، أعلن نقل موقع اخباري فلسطيني محلي عن الزهار قوله خلال لقاء مع عدد من كوادر الاجهزة الامنية التابعة للحكومة المقالة انه اذا سمحت الحكومة بمغادرة «الفتحاويين» فانها بذلك تسمح «بفوز دحلان في عضوية اللجنة المركزية لفتح، وهو ما يتعارض مع سياسة حماس واستراتيجيها الامنية والمستقبلية». واكدت مصادر في «حماس» ل «الحياة» ان احد اسباب منع «الفتحاويين» من مغادرة غزة هو ان «نحو 80 في المئة من اعضاء المؤتمر الغزيين هم من الموالين لدحلان، وبالتالي فان منعهم يسهم في تقليل فرصه في النجاح في ان يحجز له مقعدا في اللجنة المركزية».