قليبية (تونس) - أ ف ب - فاز الفيلم الايراني «بوم رانغ» للمخرج داريو غريب زاده بالجائزة الكبرى للدورة الرابعة والعشرين للمهرجان الدولي لفيلم الهواة الرابع الذي اختتم فعالياته مساء أول من أمس في مدينة قليبية (نحو 120 كلم جنوبتونس العاصمة) بعد ان احتفى بافتتاحه في غزة في 25 تموز (يوليو) الماضي. وأفادت لجنة تحكيم المسابقة الدولية التي يترأسها المخرج غاستون كابوري وهو من أعضاء الهيئة المنظمة للمهرجان الافريقي للسينما في واغادوغو بأنها منحت «الصقر الذهبي» للفيلم الايراني «لقوة موضوعه وثرائه ولمقاربته السينمائية». كما نوهت اللجنة «بموهبة المخرج الذي استطاع ان يحمل المشاهدين من خلال شخص يعاني عائقاً جسدياً، الى معركة من اجل البقاء ظل فيها وفياً لإنسانيته وسخياً في مواجهة الحياة». ويقدم الفيلم الايراني مشاهد من صراع يومي بين سمكة وصياد مبتور اليدين ينتهي بانتصار هذا الاخير وإخراج السمكة من البحر بفضل حبل مربوط برجليه. ومنحت الجائزة الثانية للفيلم الروسي «تاسيا» للمخرج رومان ارتيمياف، فيما منحت الجائزة الثالثة للفيلم التونسي «دوسي او ملف» لمجدي لخضر. كما نوهت اللجنة التي تضم أيضاً السينمائي الروسي فلادمير غابيشاف والمخرج الفرنسي المصري سمير عبد الله ومواطنه فيليب سيفستر رئيس تحرير مجلة «شاشة» التي تصدرها الجامعة الفرنسية للسينما والفيديو، والمسرحي والسينمائي التونسي كمال التواتي، بستة افلام عربية وأجنبية من بينها السوريان «توقف يا ابي» لغايا مانويل جيجي، و«ساعة ونصف بتوقيت دمشق» لسلام حسن، والمصري «شق» لريم الغازي، والتونسي «اقلام ملونة» لمحفوظ فريجي. وفي مسابقة افضل سيناريو وافضل صورة فوتوغرافية منحت لجنة التحكيم جائزتها تباعاً لوسيم القربي وانس الغماجي (تونس). وتنافس في المهرجان، الذي تقيمه الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة كل سنتين منذ أكثر من أربعين سنة، خمسون فيلماً من 14 بلداً عربياً وأجنبياً. وبدأت الدورة الجديدة في ال25 من تموز الماضي بعرض الفيلم الوثائقي «غزة اليوم التالي» لسمير عبدالله. واوضح المخرج في كلمة في افتتاح المهرجان ان «عملية التصوير انطلقت مباشرة بعد اعلان وقف اطلاق النار برفقة المخرج الجزائري خيرالدين مبروك واستغرقت اكثر من ثمانين ساعة». وقال انه اراد من خلال عمله الجديد الذي يعرض لاول مرة خارج فرنسا «تقديم صور اضافية الى دول الشمال» عن العدوان على غزة الذي شغل العالم مطلع عام 2009 لكنه «لم يجد الصدى الكافي في الاعلام الغربي» على حد قوله. واضاف ان «الفيلم ليس كغيره من الافلام الوثائقية فقد اعتمدت فيه على ما يسمى «وورك ان بروغرس» او العمل المسترسل الذي يقوم على تصوير مقاطع مجزأة لا تربطها سوى صور مخلفات الدمار ونقل ما يخالج سكان غزة من احساس عميق بالألم والحسرة ومن عزم على الصمود». وكانت السينما السورية الشابة ضيفة شرف المهرجان الذي عرض لها في هذه المناسبة ستة افلام قصيرة روائية وتسجيلية وافلام كارتون.