لم تكن الأيام ال365 يوماً التي انقضت بين الذكرى ال81 وال82 عادية للسعوديين؛ ففيه ودعت المملكة وليي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن عبدالعزيز، ليبقى حديثاهما الأخيران في العيد الوطني الفائت في ذاكرة المواطنين. مضى 81 عاماً وتوالت فيها الإنجازات، وها هي الذكرى ال82 تحل ونهر الإنجازات جارٍ لا يتوقف، لكن أفراح السعوديين بيومهم الوطني أمس توقفت بدموع ذكرى شخصيتين مهمتين في تاريخ السعودية، لتذرفها الأعين، على رحيل ابني مؤسس هذه البلاد وصانع وحدة مملكتهم. ففي مثل هذا اليوم من العام الماضي وقف الأمير سلطان بن عبدالعزيز ليعبر عمّا في صدره، بأن التاريخ الحديث سجل للمملكة أعظم وأنجح وحدة سياسية جمعت الشتات، ووحدت الأطراف، وأن المملكة تشهد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المزيد من المنجزات التنموية العملاقة، على امتداد الوطن وفي مختلف القطاعات، بما يحقق هدفاً استراتيجياً لهذه البلاد، وهو رفاهية الفرد وتنميته وتحسين وضعه وبناء مستقبله. ولم يكن حديث الأمير نايف بن عبدالعزيز في اليوم الوطني الماضي عبارات تقرأ فقط وبيانات تكتب بل نصوصاً تحفظ، إذ قال بأن «اليوم الوطني يعد علامة مميزة للمملكة، رسم ملامحها وسقى نبتتها المؤسس، ليجعلنا شعباً واحداً أزال فيه الفوارق وزاد فيه التلاحم في وطن الحب والمجد، في حين يعيش العالم من حولنا تناحراً وفرقةً مع الأسف». ستظل كلمات النايف تدق في أذهان السعوديين لأزمان، خصوصاً عبارته الرامية «للُحمة الوطن وسط عيش العالم تناحراً وفرقة»، فالجيل الحالي لم يشهدوا حالات الصراع والفزع وغياب الأمن وانتشار عصابات السلب في هذه البلاد قبيل قرن من الزمان. فمَنْ من السعوديين لا يتمنى ويحرص على سلامة واستقرار وأمن هذه البلاد، التي تحتضن بيت الله الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.