بدأت فائزة هاشمي، ابنة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، تنفيذ حكم بسجنها 6 أشهر، إذ دينت ب «الدعاية ضد النظام»، على خلفية مشاركتها في الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات الرئاسة العام 2009. لكن أوساطاً سياسية في طهران وضعت سجن فائزة، والعودة الوشيكة لشقيقها مهدي إلى البلاد، لتسليم نفسه للقضاء لمواجهته اتهامات مشابهة، في إطار ترتيب ملف هاشمي رفسنجاني تمهيداً لعودته إلى الحياة السياسية، وربما خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل. وأعلن رئيس مديرية السجون غلام حسين إسماعيلي إيداع فائزة رفسنجاني الجناح الخاص بالسجناء المتهمين في قضايا أمنية، في سجن إيفين في طهران. وكانت محكمة الثورة في العاصمة أصدرت العام الماضي حكماً بسجن فائزة 6 أشهر، لاتهامها ب «الدعاية ضد النظام»، كما منعتها من ممارسة أي نشاط اجتماعي وإعلامي لخمس سنوات. وفي حزيران (يونيو) 2009، اعتُقلت فائزة، مع اثنين من بناتها وزوجة خالها، أثناء تظاهرة تأييد لزعيم المعارضة مير حسين موسوي، لكن السلطات أطلقتهم جميعاً بعد أقل من 48 ساعة. ويواجه مهدي هاشمي رفسنجاني اتهامات مشابهة، وهو يقيم في لندن بعد مغادرته إيران قبل 3 سنوات. لكن محاميه، محمود علي زادة طباطبائي، توقّع عودة موكله قريباً، إذ كان يُفترض وصوله السبت إلى مطار طهران حيث تجمّع طلاب جامعيون مطالبين القضاء باعتقاله ومحاكمته. وأعلنت مصادر قضائية نيتها توقيف مهدي هاشمي، لدى وصوله إلى المطار. ولم يعلّق هاشمي رفسنجاني على اعتقال ابنته. لكن أوساطاً سياسية في رأت أن سجن فائزة والعودة الوشيكة لشقيقها مهدي، لتسليم نفسه للقضاء، يأتي في إطار إغلاق الملفين القضائيين لنجلَي الرئيس الايراني السابق. وأشارت الأوساط إلى أن النظام قد يدفع رفسنجاني إلى خوض انتخابات الرئاسة العام المقبل، لتسوية ملفات داخلية وخارجية كثيرة، خصوصاً بعد العقوبات الغربية، إذ اعتبرت أن «إيران تحتاج خطاباً سياسياً جديداً يستطيع التعاطي مع الغرب». وتعتقد مصادر بأن رفسنجاني الذي يملك علاقات مع الإصلاحيين، إضافة إلى موقعه في التيار المحافظ، يستطيع أن يمسك العصا من الوسط لإدارة البلاد، خصوصاً بعد ظهوره إلى جانب مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ورؤساء السلطات الثلاث، خلال افتتاح قمة حركة عدم الانحياز في طهران الشهر الماضي. في غضون ذلك، هدد قائد القوة الفضائية في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زادة بشنّ «هجوم استباقي» على إسرائيل، إن أعدّت الأخيرة ضربة لطهران، كما لم يستبعد تحوّل أي نزاع إلى «حرب عالمية ثالثة، أي إمكان أن تتدخّل دول في الحرب، لمصلحة إيران أو ضدها». وأضاف: «نضع أميركا والكيان الصهيوني في خانة واحدة، ولا يمكن أن نتصوّر أن يشنّ هذا الكيان حرباً، من دون مساندة أميركية، وعلى هذا الأساس سنخوض حتماً حرباً ضد الطرفين، ونشتبك مع القواعد الأميركية في المنطقة، والتي نعتبرها جزءاً من أراضي الولاياتالمتحدة، لا أراضي قطر أو البحرين أو أفغانستان، وعندها سندكّ كلّ تلك القواعد. لن تكون هناك دولة حيادية في المنطقة». إلى ذلك، نفت شركة «سيمنس» الألمانية اتهامات رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، ببيع بلاده «تجهيزات مفخخة بمتفجرات صغيرة»، للإضرار ببرنامجها النووي. تزامن ذلك مع تقرير أوردته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، أفاد بانفجار جهاز تجسس على شكل صخرة، قرب منشأة فردو النووية المحصنة، لدى محاولة «الحرس الثوري» إزاحتها الشهر الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن الجهاز كان قادراً على اعتراض معلومات من أجهزة كومبيوتر في المنشأة المخصصة لتخصيب اليورانيوم.