انتقدت دراسة صدرت أخيراً، ضعف تناول الرسائل الجامعية لقضايا العمل الخيري، مفيدةً بأنه تم إحصاء 72 رسالة جامعية سعودية فقط متعلقة بالعمل الخيري من خلال فهرس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات، وقاعدة بيانات مكتبة الملك فهد الوطنية إلى جانب مكتبات الجامعات السعودية. وبينت الدراسة أن مواضيع الرسائل اقتصرت على 28 موضوعاً متمثلة في العمل التطوعي، العمل الخيري، التربية والخدمة الاجتماعية، مؤسسات العمل الخيري، تقويم أداء مؤسسات العمل الخيري، المرأة والعمل التطوعي، الجمعيات النسائية. وحذر المدير العام للمركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» الدكتور خالد السريحي من غياب الاهتمام بالبحث العلمي في مجال العمل الخيري، وجاء ذلك من خلال تقديمه لورقة علمية بعنوان «آفاق البحث العلمي في العمل الخيري» ضمن ورشة عمل القيادات المعرفية في العمل الخيري وتصميم وتنفيذ المشاريع والبرامج الاجتماعية التي احتضنتها جامعة أم القرى ونظمها كرسي البر للخدمات الإنسانية بجامعة أم القرى، بالتعاون مع جمعية البر بمكة المكرمة والمركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» بهدف توظيف أبحاث الدراسات العليا في الجامعات السعودية لتطوير مؤسسات العمل الخيري. وأوضح السريحي أن الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة باللغة العربية في مجال العمل الخيري التي تتبعها مركز مداد تعد قليلة جداً، ولا تغطي حاجة العاملين في العمل الخيري ولا مؤسساته، مشيراً إلى أنه تم حصر أكثر من 600 موضوع تتعلق بالعمل الخيري لم يتم التطرق إليها عبر مؤلفات وأبحاث. وأشار إلى أن تسليط الضوء والعناية بأبحاث العمل الخيري سيسهم في تطويره وترشيد مسيرته المستقبلية، مبيناً أن البحث العلمي يعتبر من أهم خصائص العقل المسلم، والذي يجب توظيفه في مختلف مجالات الحياة، والتي من أهمها مجال فعل الخير والإحسان إلى الناس. وأفاد بأن تصنيف «مداد» الموضوعي للعمل الخيري حدد تسعة مجالات رئيسة للعمل الخيري، وتحتوي على أكثر من 600 عنوان موضوع، مؤكداً أهمية دراسة حاجة المجتمع من المشاريع الخيرية، ودور مؤسسات العمل الخيري في تغطية هذه الحاجة. يذكر أن المركز الدولي للأبحاث والدراسات «مداد» ومقره جدة، أنشئ تلبية للحاجة الماسة لتأسيس مركز بحثي رصين، يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي، ويعتني بدراسات العمل الخيري لرصد حجمه وتقدير آثاره.