أثار نشر مجلة فرنسية ساخرة رسوماً مسيئة للإسلام أمس مخاوف من اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي ضد المصالح الفرنسية، على غرار الاحتجاجات الدموية التي حصلت خلال الأيام الماضية ضد البعثات الديبلوماسية الأميركية على خلفية الفيلم المسيء الذي نُشرت مقاطع منه على شبكة الانترنت. ورغم أن أي احتجاجات كبيرة لم تُسجّل بعد رداً على خطوة المجلة الفرنسية الساخرة، إلا أن حكومة الرئيس فرانسوا هولاند لم تخف قلقها من إمكان حصول ردات فعل، فأعلنت إغلاق بعثات ديبلوماسية فرنسية في أكثر من 20 بلداً مسلماً تحسباً على ما يبدو لاحتجاجات قد تندلع بعد صلاة غد الجمعة. في غضون ذلك، يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مؤتمر «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم» الذي تنظمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال الفترة من 14 - 15 جمادى الأولى 1434ه. وأوضح مدير الجامعة الدكتور سليمان أبا الخيل أن المؤتمر «سيركز على تأصيل مفهوم الحوار وآدابه ومقوماته وأساليبه وتفعيلها في التعريف بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والدفاع عن شخصيته العظيمة». ونشرت مجلة «شارلي ايبدو» الأسبوعية الفرنسية الساخرة أمس رسوماً كاريكاتورية مسيئة على صفحتيها الأولى والأخيرة. وتسبب نشر الرسوم بإرباك في الوسط الحكومي الفرنسي الذي توجّب عليه تأكيد تمسّكه بحرية التعبير من دون الظهور في مظهر المؤيد للاستفزاز الذي أقدمت عليه المجلة ولا في مظهر الممالئ حيال المتشددين الذين قد يلجأون إلى استغلاله. وأعلنت الخارجية الفرنسية إغلاق سفاراتها وقنصلياتها وكذلك المدارس الفرنسية في حوالى 20 بلداً مسلماً «على سبيل الاحتياط» بعد غد الجمعة، فيما طُلب من الرعايا الفرنسيين في هذه البلدان الابتعاد عن أماكن التجمعات ومقرات العبادة والمراكز الحساسة مثل مقرات البعثات الديبلوماسية الأجنبية. وقال رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك أرولت «إننا في بلد يضمن حرية التعبير وحرية الكاريكاتور أيضاً». لكنه اضاف إنه «إذا كان هناك أشخاص يشعرون أن اقتناعاتهم تعرضت للصدمة» وأن الرسوم تنطوي على «تجاوز للحق» ف «نحن دولة حق وهو ما ينبغي احترامه»، مشيراً إلى أن بوسع هؤلاء «التوجه إلى القضاء». وذكرت وكالة «فرانس برس» أن «الجمعية السورية من أجل الحرية» قدمت بالفعل شكوى أمام النيابة العامة ضد المجلة بتهمة «الحض على الكراهية». وفتحت النيابة العامة، من جهتها، تحقيقاً حول تعرّض موقع المجلة على الانترنت للقرصنة، ما أدى إلى عدم التمكن من الدخول اليه. وفي واشنطن (ا ف ب)، شكك البيت الابيض بالحكمة من وراء قيام المجلة الفرنسية بنشر رسوم مسيئة. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الابيض: «لدينا اسئلة حول الحكمة من وراء نشر امور من هذا النوع»، مشددا في الوقت نفسه على دعم واشنطن لحرية الصحافة ومحذرا من ان هذه الرسوم «لا تبرر باي شكل من الاشكال العنف». الى ذلك، أعلن موقع «يوتيوب»، التابع لمحرك غوغل، أنه أضاف المملكة العربية السعودية إلى الدول التي حجب فيها مشاهدة فيلم «براءة المسلمين» المسيء . وأوضح «يوتيوب» في بيان أن مشاهدة الفيلم لن تكون متاحة في «الدول التي ترى سلطاتها انه غير مشروع أي حتى اليوم، الهند وماليزيا واندونيسيا والسعودية». وسبق أن حجب «يوتيوب» الأسبوع الماضي مشاهدة الفيلم في مصر وليبيا. وقامت دول أخرى بنفسها مثل باكستان وأفغانستان والسودان بحجب مشاهدة الفيلم. كما أمرت الإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن بمنع الدخول الى كل المواقع التي تعرض الفيديو.