ما زلت أبحث فيمن حولي عن امرأة محكومة بالعاطفة (حسب القول الدارج) والذي نسمعه دائماً من معظم أفراد المجتمع... النماذج التي أراها أمامي (تمتلئ بالعاطفة وتتصرف بالعقل) رغم أننا نعلم أن هناك أزواجاً كثيرين يهدمون البيت ويفرقون الأسرة (لمجرد موقف) فشلوا في حله، وربما الحادثة الأخيرة والتي طُلقت فيها إحدى السيدات برسالة نصية أرسلت لها على جوال إحدى قريباتها وهي في حفلة زفاف إحدى صديقاتها (النسائي الخالص)، أما السبب فهو كما أفصح عنه الزوج (نما إلى علمي أنك قمت ورقصت رغم أنني حذرتك من ذلك، لذا فقد طلقتك بالثلاثة وصك طلاقك سيصلك خلال أيام) انتهى. ولا أعلم حتى اللحظة من من الفصيلتين محكوم بالعاطفة والتسرع وسرعة الانفعال، واتخاذ القرارات العشوائية الأحادية الجانب؟ فأحد الأزواج طلق زوجته لأنها تجرأت وأخذت علبة مناديل ورقية من غرفة والدته، وعندما اشتكت له الوالدة من تصرفها وتحليل الأم بأن الزوجة مريضة بالتهاب في عينها، وبأنها تعمدت (نقل العدوى لها)، قام وأحضر الزوجة فأفادت بأنها أخذت فعلاً بضع وريقات وإعادتها إلى مكانها، وألحقت قولها بأنها على استعداد لشراء علبة مناديل جديدة، وبأنها لم يكن في نيتها نقل العدوى للوالدة، فأعتبر الزوج ما قالته زوجته تشكيكاً بكلام الوالدة وصحة تحليلها، فقرر معاقبتها (بالطلاق)، ولم يتطوع بتعليمها بأن فعلها وإن كان بنية حسنة (وبالعشم) وليس له أهداف تعتبر تعدياً على حقها في الدخول لغرفتها بدون أذنها. من الذي يرى زوجته على أهبة الاستعداد لحضور حفلة زفاف شقيقها و(بإذنه وبموافقته) وبعد أن تلبس عباءتها يشير إليها بيده (ما أنتي رايحه)، وعندما تسأله عن السبب يقول لها مزاجي وبس! من الذي قام بوضع إصبعه في عين زوجته، وتسبب في فقدها وكف أبصارها قبل عامين تقريباً، وفي شهر الرحمة الذي انقلب ليصبح شهر الشوربة والسمبوسك والشريك والكنافة، والسبب أنها طبخت له شوربة عدس عوضاً عن شوربة الحريرة المغربية! من الذي يترك زوجته وأطفاله ويغيب بالشهور، وأحياناً بدون نقود ولا أوراق ثبوتية، وعندما يعود يجد الوضع كما هو عليه، والسيدة «دبرت» حالها من صديقاتها، مخفية وضعها عن أسرتها حتى لا تتفاقم الأمور وتتصاعد، وعندما تتجرأ وتسأله عن السبب (يصفها بعكننة مزاجه) ويعاود الغياب! من الذي يطلق زوجته وهي في المستشفى، لأنها لا ترغب في الاسم الذي اختاره لولده، فمجرد عدم سعادتها بالاسم الذي اختاره يعتبر في نظره دليلاً عن عدم احترامها له، وعوضاً عن أن تعود إلى المنزل برضيعها، تعود إلى منزل أهلها بدونه ومعها صك الطلاق! المحكوم بالعاطفة هو الذي يتصرف بعشوائية، واضعاً أمام عينه حلاً أوحد. أليست الحكمة الألهية التي اقتضت أن يكون الطلاق بيد الزوج، تقتضي أن يكون حكيماً في تصرفه، قادراً على النقاش والتحاور والإقناع، والمحافظة على الأسرة، أليست الحكمة تقتضي أن يكون الطلاق (حلاً) لمشكلات لا تنتهي، أو لصعوبة التعايش السلمي، فكيف يتحول ليكون عقوبة بعد قرار أحادي فجائي عشوائي انفعالي محكوم بالعاطفة! [email protected]