تمثل ممارسة رياضة تسلق الجبال، التي تجمع بين التحدي وحب المغامرة والعودة إلى الطبيعة، تحدياً لدى كثيرين. لكن هذه الرياضة تتخذ شكلاً جديداً في منطقة "فونتين بلو" الفرنسية، التي تمتاز بطبيعتها الصخرية، إذ تحول هذا التحدي إلى متعة. ويقصد المتسلقون من أعمار وقدرات مختلفة غابة الصنوبر الهادئة التي تحيط المكان، حيث تنتشر آلاف الصخور، ويمارسون هوايتهم في مساحة تحوي 20 ألف ممر للتنزّه، والتي تبعد مسافة 60 كيلومتراً عن العاصمة الفرنسية باريس، وتقع في الجنوب الشرقي منها، وتُعدّ أحد أهم مراكز تسلق الصخور في العالم. ونشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أمس (الخميس)، تقريراً عن الغابة، التي ذكرت أنها كانت تستخدم في نهاية القرن التاسع عشر موقعاً تدريبياً لمتسلقي جبال الآلب. أما اليوم ومع انتشار هذه الرياضة وازدياد روادّها أصبحت وجهة المغامرين، وخصوصاً من لا يرغب بتسلق الجبالٍ. وأوضح تقرير الصحيفة ان "العدّة التي يمكن استعمالها لممارسة هذه الهواية تبدأ بانتعال حذاء تسلق صلب ومطاط، ليحمي القدم من الكدمات وحوادث الانزلاق، واستخدام الطبشور ومسحه على اليدين لإبقائهما جافتين، إضافة إلى فراش اسفنجي لحماية الرأس والظهر، إذا سقط الشخص أثناء تسلقه". ووصف كاتب التقرير، ويل كولدويل، تجربته، مؤكداً أنهم بدوا (المتسلقين) على الصخور "سلاحف غارقة في رغوة"، وفق ما ذكر. وأضاف أنه "على الرغم من وضعنا الفرش تحتنا، كي لا نؤذي رؤوسنا، لم تخلُ هذه المغامرة من الأذى. إذ أُصبنا بخدوش وكدمات على أرجلنا، وارتطمت أصابعنا أيضاً". ووفق تقرير الصحيفة، توفر إدارة الغابة للزائرين أماكن للإقامة، وتبيعهم فرش الوقاية. وأعطى كولدويل بعض النصائح للراغبين بخوض هذه التجربة، أولها الاستعانة بمرشد ليدلهم على نوع الصخور التي يسهل على المبتدئين تسلقها، وبأخذ قسط من الراحة، واستعمال الكريم لشفاء اليدان بعد الانتهاء من مغامرته، موضحاً أن "وضع الفراش يزيد من ثقة المتسلق بنفسه، ويضيف له تحدياً من خوفه، إذ قد يتعرض للانزلاق أثناء تسلقه".