حينما يسجّل لاعبو خط الوسط والدفاع بما يعادل ما يسجّله المهاجمون من حصة فريق واحد، فالأمر لا يبدو اعتيادياً، وقد ينتج منه تآكل في الأداء العام، خصوصاً عندما يستشعر لاعبو الخطوط الخلفية ضرورة تقدمهم للمناطق الأمامية إزاء عجز المهاجمين عن القيام بمهامهم بأفضل صورة، الأمر الذي يفكك التماسك، ويكشف المناطق الخلفية للخصم، ذلك ما يحدث في الفصل الأهم من مشهد المنتخب السعودي في الفترة الماضية، إذ لا ينجح المهاجمون غالباً في الوصول لشباك المنافسين، ويكتفون إما بالمشاركة في صناعة الأهداف على الأقل، أو بمساندة المدافعين في أسوأ الظروف. ثمانية مهاجمين شاركوا «الأخضر» خلال أكثر من عام، وتحديداً منذ المرحلة الأولى من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، وحتى آخر مباراة رسمية أمام الغابون، وبلغ عددها 14 مباراة سجل المنتخب خلالها 20 هدفاً، أما المهاجمون الثمانية فلم ينجح منهم في التسجيل إلا خمسة، وكانوا بلغوا شباك الخصوم 10 مرات من مجموع كل الأهداف ال20، وتقدمهم ناصر الشمراني الذي سجل 4 أهداف، يأتي خلفه محمد السهلاوي بثلاثة أهداف، فعيسى المحياني بهدفين، ثم نايف هزازي بهدف وحيد، في الوقت الذي لم يسجل ياسر القحطاني ويوسف السالم وحمد الحمد أي هدف. وفي إطار قلة تسجيل المهاجمين، طرحت «الحياة» الأسئلة على لاعب الاتفاق السابق حمد الدبيخي، الذي اعتبر أن الخلل لا يكمن في خيارات المدرب ريكارد بقدر ما يتعلق بالفريق بشكل كلي، وأضاف: «نحن نظلم ريكارد بهذا السؤال على اعتبار أن المشكلة ليست في الهجوم فقط بل في فريق بأكمله، فريكارد يطبق مقولة الجود من الموجود، ولا يمكن تحميله الذنب لأنه استعان باللاعبين الأفضل في الدوري المحلي، وهؤلاء المهاجمون الذين نراهم هم مخرجات الأندية». وزاد الدبيخي: «عندما نحمل الهجوم النتائج السيئة فإننا نظلم المهاجمين، كون المشكلة ليست خاصة بهم بكل خطوط الفريق، وأنا لا أعني أن أبرئ ريكارد من الأمر، ولكن هذا هو الواقع، فالمنتخب السعودي يمثل نخبة لاعبي الدوري، ولذلك وقع الاختيار عليهم». من جانبه، أوضح إداري ومهاجم الفريق الأول بنادي الرائد سابقاً أحمد غانم، أن المنتخب السعودي ما زال يعاني من الشح الواضح في خط المقدمة، مشيراً إلى أن المدرب الأول الهولندي ريكارد لم يستطع حتى الآن حل هذه المعضلة الواضحة، سواء في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل، أو حتى المباريات الودية الأخيرة التي خاضها «الأخضر»، مضيفاً: «لم نعهد المنتخب السعودي طوال عقود من الزمن بهذا الضعف الهجومي الذي يلازم المهاجمين، إذ كنا مضرباً للمثل في القوة الهجومية الضاربة وتسجيل الأهداف في جميع المحافل، وأنا هنا لا ألقي اللوم على الهولندي ريكارد وحده الذي يتحمل جزءاً من هذا الإخفاق، كما يجب على اللاعبين العمل على أنفسهم والمحافظة على التدريبات، ليعود المنتخب السعودي كما كان، وتعود معه هيبة الكرة السعودية».