شملت احتجاجات العالم الاسلامي على فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام، ايران وافغانستان وبنغلادش واندونيسيا أمس، من دون أن تنجح الدعوات الدولية لتفادي العنف، وأهمها لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في خفض التوتر. وخرجت تظاهرات في انحاء ايران. وهتف آلاف من المحتجين وسط طهران «الموت لأميركا» و «الموت لاسرائيل»، بينما سخر رجل الدين المتشدد احمد جنتي خلال القائه خطبة الجمعة من انتاج الفيلم في الولاياتالمتحدة، وقال: «من المدهش أن يجعل قادة بلد يمثل قوى عظمى انفسهم بهذا الغباء عبر هذه الافعال». وأضاف: «في حماقتهم المرتكبة الأخيرة انتجوا فيلماً. يقال ان الصهاينة مولوه للسخرية من الاسلام»، فردّ المتظاهرون «الموت لأميركا». وصرح الرئيس محمود احمدي نجاد بأن «الصهاينة يسعون إلى اشعال حرب دينية بين مختلف الطوائف»، مضيفاً: «اعتقد بأن السياسيين الأميركيين ادركوا ان النظام الصهيوني لم يعد يفيدهم. كما ادرك الصهاينة انفسهم ذلك، ويسعون الى اثارة امواج لتغيير اللعبة». وكان المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي طالب الولاياتالمتحدة أول من أمس ب «معاقبة» صانعي الفيلم. وفي بنغلادش، نزل حوالى 10 آلاف متظاهر الى شوارع العاصمة دكا للاحتجاج على الفيلم. وأحرق بعضهم العلمين الأميركي والاسرائيلي وحاولوا الاقتراب من سفارة الولاياتالمتحدة. ودعا المتظاهرون في اعقاب صلاة الجمعة في جامع بيت المكرم، الأكبر في البلاد، الى «قطع اليد السوداء لليهود»، وقالوا: «لن نقبل اي اهانة لديننا»، علماً ان الإمام محمد صلاح الدين طالب في خطبته ب «عقاب نموذجي لمخرجي الفيلم»، لكنه شدد على ضرورة «عدم تجاوز الخطوط الحمر خلال التظاهر وعدم الحاق ضرر بأحد وأي ممتلكات». وانتشر مئات من افراد القوات الخاصة مدعومين بخراطيم مياه في مكان التظاهرة، ومنعوا الحشود من الاقتراب من السفارة الأميركية على مسافة بضعة كيلومترات. وشهدت العاصمة الأفغانية كابول اجراءات امن مشددة مماثلة في محيط السفارات، فيما طالب مئات المتظاهرين في جلال آباد (شرق) الرئيس حميد كارزاي بقطع العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وفي اندونيسيا، اكبر بلد اسلامي في العالم والذي يبلغ عدد سكانه 240 مليوناً، قال الناطق باسم حزب التحرير الاسلامي في خطاب القاه امام السفارة الأميركية بجاكرتا امام حوالى 500 شخص: «الفيلم اعلان حرب، ويجب ان تضع الادارة الأميركية حداً لهذه الهمجية. ومن يهين الاسلام عقابه الاعدام»، علماً ان حزبه دعا في بيان على الانترنت الى «هدر دم» مخرج الفيلم الذي لا زال الغموض يكتنف هويته «اذا لم يندم ويعتنق الاسلام». وحمل المتظاهرون، وبينهم اطفال ونساء بالحجاب، لافتات دعت الى «اكتساح الديموقراطية»، محملين الولاياتالمتحدة «مسؤولية معاداة الاسلام في الغرب». وانضم حوالى مئة من عناصر «حركة اهل البيت» الشيعية الاندونيسية الى حزب التحرير. وقالت ناشطة في الحركة تدعى خديجة «سنتظاهر حتى تحظر الولاياتالمتحدة الفيلم وتعتذر لجميع المسلمين في العالم وتلاحق مخرج الفيلم». وفي ماليزيا، سار عشرات الاشخاص الى مقر السفارة الأميركية في كوالالومبور، وسلموها رسالة تدعو الى ملاحقة مخرج الفيلم بتهمة «ارتكاب جريمة ضد الانسانية». ولفتت مطالبة مفتي اقليم جامو وكشمير في الهند بشير الدين احمد جميع المواطنين الأميركيين ب «مغادرة المنطقة فوراً لأن مشاهد الفيلم اذت مشاعر المسلمين»، معلناً أن «أي محاولة لتشويه صورة الاسلام لن يتم السكوت عليها». وفي سريناغار، المدينة الرئيسية في كشمير الهندية، نفذ حوالى 700 محامٍ اضراباً، وهتفوا بشعارات مناهضة للولايات المتحدة من اجل حضها على منع الفيلم ومقاضاة اصحابه. وفي لندن، دعا إسلاميون إلى تظاهرة أمام سفارة الولاياتالمتحدة عقب صلاة الجمعة. اردوغان وبان وعلى هامش مؤتمر «يالطا يوربيان استراتيجي» الذي تستضيفه اوكرانيا، اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن الفيلم «عدائي استفزازي، ولكنه لا يمكن ان يبرر اعمال العنف التي اثارها في العالم، والاساءة إلى ابرياء أو التعدي عليهم». وشدد على ان «اهانة الاسلام لا يمكن تبريرها بحرية التعبير، بينما لا يمكن ان يلجأ أحد للعنف باسم الاسلام كما حدث في ليبيا عبر قتل اربعة اميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز. كذلك، حض الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون على الهدوء وضبط النفس، وقال في بيان أصدره مكتبه: «لا شيء يبرر أعمال القتل والهجمات. وواضح ان «الفيلم المقيت تعمد بث التعصب وإراقة الدماء».