أثار الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع زواره امس، الاجواء التي تحيط بالاستحقاق الانتخابي المقبل، في وقت توالت الترشيحات ومن نواب سابقين، والاعتذارات عن عدم الترشح من جانب نواب سابقين ايضاً في انتظار اكتمال اللوائح الانتخابية وإقفال باب الترشح في السابع من الشهر المقبل. وبلغ عدد المرشحين رسمياً حتى ظهر امس، 270 مرشحاً، وشدد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي بعد زيارته سليمان على اهمية ان «يبقى التنافس بين المرشحين ديموقراطياً ولائقاً وأن يحترم فيه الفرقاء ما اتفقوا عليه في الجولة الخامسة من الحوار الوطني، لا سيما البند الثاني الذي ينص على الآتي: الامتناع كلياً عن اللجوء إلى العنف بأي وسيلة كانت بما في ذلك وسائل الإعلام والخطب والتصريحات بحيث يبقى النقد الانتخابي المباح ضمن حدود اللياقات وأصول التخاطب». وعن مصير التوافق الانتخابي في طرابلس، اكد ميقاتي انه «يسير في شكل صحيح ووفق ما يرغب فيه كل طرابلسي ولبناني مخلص». وعن الاتصالات مع تيار «المستقبل»، قال: «تتواصل الاتصالات ولم تنقطع أصلاً، وإن شاء الله تبصر النتائج النور قريباً». وتشاور سليمان في التطورات السياسية مع وزير الدولة وائل ابو فاعور، وبحث مع وزير المال محمد شطح في آخر ما توصل اليه في شأن إنجاز مشروع قانون الموازنة العامة. وكشف وزير الاقتصاد محمد الصفدي «أن لائحة ائتلافية تضم معظم الفرقاء في طرابلس ستعلن خلال ايام»، وقال: «نحن سائرون بالتوافق ولا أحد مستبعد من اللائحة الائتلافية في طرابلس، لكن الظروف السياسية أحياناً تفرض موقفاً معيناً، ونأمل أن يتم التوصل الى ائتلاف مماثل في مدينة صيدا». واعتبر وزير الثقافة تمام سلام في تصريح «ان الاجواء المحيطة بالترتيبات للانتخابات، تشكل مرحلة ناشطة بالمواقف والتحركات والتحالفات السياسية. ومن مستلزمات هذه المرحلة حد ادنى من الامن والاستقرار وبالتالي الحفاظ على خطاب سياسي غير متشنج واستفزازي يعكر الاجواء العامة واستبدال خطاب سياسي ايجابي وبنّاء به في قالب تنافسي لا يورط البلاد والعباد في تجاذبات ومواجهات منها الضرر اكثر من الفائدة». والتقى امس، رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري النائب مصطفى علوش (عن طرابلس) الذي ابلغه اعتذاره «عن خوض المعركة الانتخابية المقبلة، حفاظاً على تسهيل الظروف المواتية للتحالفات وتسهيلاً للمسار الذي تقوم به قوى 14 آذار على مستوى لبنان عموماً»، وأعلن في الوقت نفسه عن وضع نفسه «في خدمة تيار المستقبل وقوى 14 آذار». وزار الرئيس حسين الحسيني الذي كان استقال من نيابته اخيراً نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وتداول معه في الاوضاع العامة. والتقى قبلان الامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مخيتاريان على رأس وفد مرشحي الحزب وذلك كما قال مختاريان «لاخذ البركة والتوجيهات وكان هناك تطابق في الآراء حول قيام الدولة وأن لبنان لا يستقر الا بدولة قوية وعادلة». والتقى قبلان النائب بيار دكاش الذي قال ان «حتى الآن المحادثات مستمرة مع كل الفرقاء ولم نصل بعد إلى التقرير النهائي في شأن اللوائح، وكما تعرفون إنني على قرب متساو منهم جميعاً وأمد اليد لجميع الفرقاء وأرى دائماً الايجابيات في هذا الفريق وذاك وأتمسك دائماً بالثوابت والمبادئ التي اعتدت ان آخذها في هذه المناسبات». الى ذلك، التقى المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي رئيس حركة «امل» نبيه بري النائب علي حسن خليل موفداً منه الذي وضعه «في أجواء المداولات الأخيرة لتعزيز الاستقرار الأمني والسياسي في الداخل على أبواب الانتخابات». وشدد فضل الله على «ضرورة ألا يخرج الخطاب الانتخابي عن نطاق المسؤولية الوطنية». وفي الترشيحات، ابلغ الوزير السابق بشارة مرهج متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عوده تقديمه ترشيحه للمقعد الارثوذكسي في بيروت الثالثة. وكان المطران عودة التقى النائب ميشال فرعون الذي اعتبر ان «معركة الدائرة الأولى في بيروت ستكون معركة الكرامة». ورأى «أن حزب الطاشناق تسرع ولم يكن واضحاً في موقفه. وكل ما طلبناه منهم هو أن يكونوا مستقلين عن فريق 8 آذار وحلفائه، وأن يكونوا مع رئيس الجمهورية في الأمور المفصلية، ربما جاءهم الضغط لحسم الحوار الجاري قبل أن يؤدي الى نتيجة، على كل حال الرسالة وصلت». وفي الترشيحات ايضاً، أعلنت «حركة الشعب» ترشيح اثنين من اعضائها في دائرة بيروت الثالثة، وهما: ابراهيم الحلبي عن المقعد السنّي ونجاح واكيم عن المقعد الارثوذكسي، كما اعلنت تبنيها ترشيح عدد من «الاصدقاء» في بيروت وخارجها، على ان تعلن اسماءهم بعد إقفال باب الترشيح. وأعلن حزب «رامغافار» التزام «الخط السياسي لقوى 14 آذار، ومبادئ ثورة الأرز». وتقدم الوزير السابق عاصم محمد قانصوه، بطلب ترشحه عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك. وترشح النائب السابق بهاء الدين عيتاني عن المقعد السنّي في دائرة بيروت الثالثة تحت شعار «لبيروت رأيها»، وأعلنت ماكدا بريدي رزق ترشحها عن احد المقعدين الكاثوليكيين في دائرة زحلة. ويتوقع ان يترشح عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده عن المقعد الماروني في كسروان.