بحثت وزيرة الخارجية الأميركية، وعلى مدى ساعتين، مع نظيرها السعودي الأمير سعود الفيصل في واشنطن امس (تابع وقائع المؤتمر الصحافي). وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» ان المحادثات تطرقت الى التحديات الاقليمية، «خصوصا سبل الوصول الى سلام شامل في الشرق الأوسط طبقا لحل الدولتين ومواجهة التطرف والمساعدة في انهاض الاقتصاد العالمي». وتسعى الادارة بحسب مصادر رسمية الى ايجاد مظلة عربية اقليمية محورها القيادة السعودية، للدفع بجهود السلام والمسارات المتوازية التي أنتجها مؤتمر مدريد. واستقبلت كلينتون الأمير سعود الفيصل، في لقائهما الأول في واشنطن، الى غداء في الخارجية تلته المحادثات، في حضور مساعدي الوزيرة وأركان الخارجية. ثم عقد الوزير السعودي اجتماعات في البيت الأبيض مع مستشار مجلس الأمن القومي جايمس جونز ومستشار شؤون المنطقة دنيس روس. وتركزت المحادثات على التحديات الأبرز في المنطقة، كما أكد المسؤول الأميركي، وكيفية تعاون الجانبين في مسائل شتى مثل عملية السلام، الحرب في أفغانستان، الوضع الباكستاني، الملف اللبناني، الأمن الاقليمي. وعلى مستوى عملية السلام، أكد مسؤولون أميركيون ل «الحياة» أن واشنطن تتطلع الى دور القيادة السعودية في ارساء المشاركة العربية في العملية، خصوصا في التمهيد للتأسيس لاستئناف المفاوضات وايجاد مناخ اقليمي يدفع في هذا الاتجاه. ونوه المسؤولون بالمبادرة العربية للسلام، والتي أطلقتها السعودية في القمة العربية العام 2002، واعتبرتها ادارة الرئيس باراك أوباما ركيزة أساسية في جهودها في عملية السلام. وتبحث الادارة عن خطوات عربية لتحفيز الثقة مع الجانب الاسرائيلي، وهو ما ناقشه المبعوث جورج ميتشل مع أطراف عربية في جولته الأخيرة. وتعتمد ادارة أوباما، بحسب المسؤولين، نهجا أشمل في تعاملها مع عملية السلام، ووضعها كمحور أساسي لاستراتيجتها في تحريك باقي ملفات المنطقة والتأسيس لمنظومة اقليمية جديدة مبنية على شبكة تعاون في مسائل حيوية بينها المياه والأمن القومي ومكافحة التهديدات بعد حل النزاع العربي-الاسرائيلي. وفي الجوانب الأخرى، أبدى كل من كلينتون وسعود الفيصل تأييدهما لجهود أوباما للانخراط مع طهران للتعاطي مع الملف النووي، وفي سعي واشنطن للحوار مع سورية ودعمها الأسس الديموقراطية والدستورية في لبنان.