تنخرط 40 موظفة سعودية داخل معمل إحدى مزارع الدواجن على طريق حرض، غرب محافظة الخرج في السعودية، في فصل الصيصان وتطعيمها ورشها وإعادة ترتيبها داخل صناديق متراصة فوق بعضها بعضاً، بعد فرز السليمة وعزل المعطوبة قبل حصرها وتسليمها إلى الإدارة. وبادرت الشركة الزراعية التي تتخذ من الرياض مقراً رئيساً، بداية السنة ومن دون وضع شروط، إلى احتضان أكبر عدد من الفتيات العاطلات من العمل ودفعت أخريات إلى الاعتماد على أنفسهن ووظفت بعضهن، ما شجع كثيرات على التقدم إلى الشركة. وتتراوح أعمار الموظفات بين 25 و50 سنة، كما استقبلت الشركة الراغبات في العمل على دفعتين، وهي بصدد استقبال الدفعة الثالثة ويبلغ راتب الموظفة 4200 ريال (1100 دولار)، وبعد حسم جزء منها للتقاعد تحصل الموظفة على 3800 ريال. ويبدأ العمل عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، بعدما يصل باص الشركة وعلى متنه 40 موظفة وثلاث مشرفات ومديرة عمل، وتبادر المشرفات إلى تقسيم الموظفات ثلاث مجموعات متباينة العدد تبعاً للماكينات والمهمات، في حين تبقى موظفة مختصة بالمختبر وأخرى تراقب حال الماكينات، أما المشرفات فيقمن بجرد نهائي للصيصان وحساب عدد السليمة والمعطوبة وعدد الأدوية ومبيدات الرش وتقويم إنجاز كل موظفة وتعبئة النماذج الخاصة بكل قسم. تنويع الاقتصاد وأكد المدير العام لإدارة الموارد البشرية والشؤون الإدارية والتدريب في «مجموعة الأغذية الممتازة» علي مانع السبتي أن «المجموعة التابعة لشركات مجموعة الدباغ القابضة تهدف إلى المساهمة في تنويع اقتصادات المملكة ودعم جهودها نحو الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي وتطوير القطاع الزراعي، وتُعد الشركة أكبر المنتجين والموزعين والمصدرين للأعلاف الحيوانية والصيصان وبيض التفقيس ومنتجات صحة الحيوان ومعدات مزارع الدواجن في المنطقة». ونفى أن يكون توظيف سعوديات ناتج عن ضغط من وزارة العمل، مشيراً إلى أن الشركة تسعى إلى الوصول إلى النطاق الممتاز في برنامج «نطاقات» قبل نهاية السنة. وأوضح أن «الشركة عمدت إلى تشجيع المرأة للعمل بالفقاسات في مجال إنتاج الصيصان وفصلها وتطعيمها وجردها، إضافة إلى عملها في مجالات الإدارة والمحاسبة والجودة وتقنية المعلومات»، لافتاً إلى أن «وجود الفقاسات في أطراف الخرج منح المرأة المقيمة في المدينة فرصة للعمل، إذ تسعى الموظفة السعودية إلى إثبات وجودها من خلال حماستها ورغبتها في تحقيق ذاتها وارتفاع إنتاجيتها وجودة أدائها في حماية البيض من الأمراض الفيروسية وفصل الصيصان وتطعيمها بالرش والحقن ورصها وجردها في بيانات». الإنتاج وبيّن أن «الفتيات تنتج حالياً 150 ألف صوص يومياً داخل الفقاسة، ونسعى إلى إنتاج 195 ألفاً يومياً خلال الأسابيع المقبلة، وخططنا المستقبلية تتمثل في إنتاج 400 ألف صوص يومياً خلال عام 2014»، مؤكداً أن «عمل المرأة في المختبر وتكفلها مزج المحاليل والعناية بالصيصان، شجعنا على زيادة أعدادهن بالفقاسة وفتح أقسام أخرى تتولى زمام إدارتها، كما أن الشركة استفادت من ارتفاع توطين الوظائف فيها». ورداً على سؤال عن مميزات المرأة العاملة، قال السبتي: «تميزت الموظفة السعودية عن الرجل في احترامها مواعيد العمل والبقاء فيه لفترة أطول، وإنجاز ما يسند إليها من عمل، كما تتميز بأنها أكثر صبراً وتركيزاً، ما يدفع الشركة إلى توظيف نسبة أكبر منهن». وحول الصعوبات التي واجهتها الشركة لتوظيف الفتيات قال: «في البداية واجهنا إشكال الإعلان عن الوظائف واختيار العاملات ذات الكفاءة المطلوبة في ظل بُعد موقع العمل عن مدينة الخرج، ولجأنا إلى الجمعيات الخيرية التي رحبت بالفكرة وأجرينا مقابلات شخصية مع المتقدمات وتعيين مشرفات منهن». وتابع: «بادرت الشركة إلى حل إشكال حضورهن وانصرافهن والالتزام بوقت الدوام الرسمي، على رغم أنهن يقطنّ في أحياء متفرقة من المحافظة، وذلك عبر استئجار حافلة مكيفة تنقلهن، كما أعددنا لهن مكان العمل وفقاً للتعليمات الرسمية الصادرة، وتكفلنا بتدريبهن وتوفير كامل حاجاتهن». لا شروط للتوظيف وشدّد السبتي على أن «المجموعة لم تضع شروطاً على المتقدمة للعمل سوى أن تكون سعودية الجنسية، وراعينا من هن أشد حاجة للعمل كالمطلقات ومن لديهن مسؤوليات عائلية»، موضحاً أن «في ما خص الرواتب تم تطبيق الهيكل الموحد في الشركة، إذ يتمتعن بكل المخصصات التي تُمنح للعاملين من راتب أساس وبدل سكن ونقل وتأمين طبي لها ولأسرتها والتسجيل في نظام التأمينات الاجتماعية والتأمين على الحياة والعلاوات السنوية ومكافأة نهاية الخدمة وتوفير منتجات الشركة بأسعار تشجيعية». وعن المسميات الوظيفية وطبيعتها داخل الفقاسة، قال: «يوجد في الفقاسة مشرفة الموارد البشرية ومشرفة تأكيد الجودة في المعمل وعدد آخر من مشرفات الإنتاج يعملن كحلقة وصل بين العاملات في الفقاسة في موقع حرض وإدارة الشركة في الرياض، إضافة إلى تكفلهن تدريب العاملات على رأس العمل». وأضاف: «في نهاية الشهر الجاري ستحظى الفقاسة بإدارة وإشراف وعمل الفتيات بما نسبته 100 في المئة، إذ إن الموظفات سيشغلن مكاتب مديريهن في الفقاسة، وسيتكفلن بعمل نظرائهن من الوافدات اللواتي يضعن البيض داخل الخزانات وتهيئة درجة الحرارة المناسبة لها».