شدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على ضرورة «إعطاء الوقت الكافي» للمبعوث الأممي - العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لإنجاز مهمته. وناقش العربي أمس مع نائب الإبراهيمي ناصر القدوة ووزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي مهمة الإبراهيمي والتطورات في سورية «في ضوء التكليفات الصادرة عن مجلس الجامعة على المستوى الوزاري بالاتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لبلورة التصور الجديد لمهمة الإبراهيمي خلال الفترة المقبلة». وقال إن «المأمول من مهمة الإبراهيمي معروف وهو العمل على إنهاء الأزمة السورية وانتقال السلطة». وأوضح أن «انتقال السلطة من الممكن أن يكون تدريجياً أو بسرعة أكثر أو أقل، ولكن هذا ما ترغب فيه الجامعة». وأكد أن «الإبراهيمي لا يرغب في أن يحدد وحده كيفية طريقة عمله وأداء مهمته»، موضحاً أنه التقى في نيويورك الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وتحدث مع الأمين العام للأمم المتحدة، وسيكون هناك اجتماع ثلاثي بينه والإبراهيمي وبان في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين». ولفت العربي إلى أنه سيلتقي الإبراهيمي الأحد المقبل في القاهرة بحضور مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين «لإطلاعهم على توجهاته بعد دراسة مستفيضة للوضع في سورية، لأنه لا يريد أن يتبع أسلوب سلفه أنان الذي كان يعتبر في وقته صحيحاً بنسبة مئة في المئة». وأوضح أن «الإبراهيمي لا يريد أن يتقدم بورقة للحكومة السورية تتضمن عدداً من النقاط على غرار ما قام به أنان، بل يريد أن يأخذ وقته لتحديد مهمته وكيفية تنفيذها... ندرك أن هناك من يقول إن هذه الأمور ستأخذ وقتاً والأمور تزداد سوءاً وتتدهور الأحوال والأوضاع كارثية وهناك حرب أهلية وإراقة للدماء وسقوط الضحايا، ومن ثم علينا بذل كل جهد لوقف إراقة الدماء. لكنه يجب إعطاء الوقت الكافي للإبراهيمي لإنجاز مهمته على رغم المحاذير السابقة». ونوه بالفرصة المتاحة أمام الإبراهيمي، قائلاً إنه «ربما يكون أكثر شخصية في العالم خبرة في معالجة مثل هذه الأمور». وأضاف: «يكفيه (الإبراهيمي) أنه كان وراء اتفاق الطائف لتسوية الأزمة اللبنانية، كما مثل الأممالمتحدة في إنهاء نظام الفصل العنصري البغيض في جنوب أفريقيا، فضلاً عن إسهاماته حيال الوضع في أفغانستان وهاييتي». ولفت العربي إلى أن «أنان حدد في أسباب استقالته أمرين أساسيين هما التعنت من قبل الحكومة السورية، وأن الدول الخمس الكبرى ومجلس الأمن لا يقوم بمسؤولياته التي ألقاها عليه ميثاق الأممالمتحدة لحفظ الأمن والسلم الدوليين، كما أن هذه الدول التي اتفقت على موقف محدد للتعامل مع الأزمة السورية في 30 حزيران (يونيو) الماضي في جنيف عدلت عن موقفها هذا». إلى ذلك، أعلنت القاهرة أنها ستفعل مبادرتها في شأن الحل في سورية الأسبوع المقبل. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن إيران طرحت إدخال أطراف أخرى في المبادرة، وأن دولاً مثل فرنسا طلبت الانضمام إليها، مضيفاً أن اجتماعات اللجنة قد تبدأ الأسبوع الحالي. وكان الرئيس المصري محمد مرسي طرح في القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة الشهر الماضي تشكيل لجنة رباعية من مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة. وأعاد تأكيد بقاء مبادرته في كلمته أمام مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أول من أمس.