أكد نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي ل «الحياة» أن الأزمة السورية ستتصدر مناقشات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية اليوم. وتوقع صدور قرارين بدعم مهمة المبعوث الدولي - العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «واتخاذ قرار مهم» في شأن النازحين واللاجئين السوريين في دول الجوار. ويعقد وزراء الخارجية اليوم اجتماع دورتهم العادية ال 138 بمشاركة الرئيس المصري محمد مرسي الذي يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية والرئيس الفلسطيني محمود عباس. ويتضمن جدول الأعمال الذي رفعه المندوبون أمس أربع قضايا رئيسة هي الأزمة السورية، والتحرك في شأن القضية الفلسطينية في الأممالمتحدة، وملف ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك. ولم يوص المندوبون بمشروع قرار خاص بسورية وتركوا الملف للوزراء. وأكد بن حلي ل «الحياة» أن «الموضوع السوري مطروح على الاجتماعات على مستويين، الأول اللجنة الوزارية المعنية برئاسة قطر والتي تعرض تقريرين للأمين العام للجامعة ورئيس اللجنة وزير خارجية قطر عن التحركات والمساعي لحل الأزمة، والثاني في إطار الاجتماع الوزاري الشامل». ويسبق مجلس الجامعة اجتماع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على مستوى وزراء الخارجية والتي تضم وزراء خارجية العراق وليبيا وقطر والكويت ولبنان والأمين العام للجامعة نبيل العربي. ويتحدث أمام الجلسة الافتتاحية العربي ورئيس الدورة السابقة وزير خارجية الكويت والرئيس الجديد وزير خارجية لبنان، ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي وزيرة خارجية قبرص إيراتو ماركولى، لتبدأ بعدها جلسة العمل الأولى المغلقة. وتعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية اجتماعاً عصر اليوم يضم مصر والسعودية والجزائر والسودان وعمان والعراق وقطر والإمارات والبحرين والكويت والأمين العام للجامعة، تعقبه جلسة العمل الثانية المغلقة لوزراء الخارجية التي يتحدث أمامها الرئيس الفلسطيني لعرض تطورات التحرك في الأممالمتحدة وتقرير الأمانة العامة للجامعة في شأن ملابسات اغتيال عرفات. وبدأت أمس مجموعة من السوريات إضراباً عن الطعام واعتصاماً أمام مقر الجامعة «لدفع العالم من أجل إنقاذ الشعب السوري». وقالت المجموعة في بيان بعنوان «أنقذوا أطفال سورية» إن «مجموعة من الحرات السوريات تنادت إلى الإعلان عن البدء بالإضراب عن الطعام والاعتصام عند مقر الجامعة مطالبات بالإغاثة الفورية لأطفال سورية ونسائها، وفرض حظر جوي وملاذ آمن للأهالي». وأشار البيان إلى أن «الوضع في سورية وصل إلى طريق مسدود إنسانياً، إذ أصبح اللاجئ السوري مهجراً داخل وطنه الذي تحوّل إلى معتقل كبير وخارجه في أنحاء عدة من العالم مقيماً في الملاجئ في ظروف لاإنسانية تفتقر إلى أساسيات الحياة». ولفت إلى اقتراب العام الدراسي الجديد «ونجد أطفالنا محرومين من خيار بناء المستقبل، بل إن حياتهم تحت الخطر الشديد ويحيط بهم تهديد الاعتقال والموت تحت التعذيب أو القتل عبر القصف». وقالت المجموعة إنها «رأت في سبيلها لاتخاذ موقف لأجل الشعب السوري أن تعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام والاعتصام إلى حين يتحرك العالم بعيداً عن الوعود التي أدمنّاها». وحددت مطالبها ب «إغاثات لشعبنا، وحظر جوي يخفف المعاناة عن العائلات والأطفال، ودفع النظام السوري كي يسمح لنا بإغاثة شعبنا عبر ممرات آمنة، ودخول الإعلام الحر إلى المناطق السورية كافة، وإيجاد منطقة عازلة وآمنة كفيلة بإيواء شعبنا المهدد بالإبادة». من جهة أخرى، ردَّ الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية عمرو رشدي على تصريحات وزير الإعلام السوري أمس التي هاجم فيها مصر. وطالب الحكومة السورية ب «تركيز جهودها على حقن دماء مواطنيها والتعاون مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إخراج سورية من أزمتها الطاحنة الحالية». وأضاف أن «مصر عندما تبدي رأياً في الشأن السوري فإن هذا إنما ينبع من حرصها على أرواح أشقائها في سورية ومما تستشعره من أسى على ما تردت إليه الأوضاع هناك من أبعاد مأسوية». وأشار إلى أنه «لن يكون مجدياً الاستمرار في اتهام كل من يحاول تقديم يد المساعدة للشعب السوري باتهامات بعيدة تماماً من أرض الواقع»، مؤكداً أن «مصر لا يعنيها سوى مصلحة الشعب السوري، ولا يحدوها سوى الحفاظ على الروابط الأخوية التاريخية التي ربطت دائماً بين شعبي البلدين».