بدأ وزير الهجرة والإدماج الفرنسي إريك بيسون أمس زيارة لتونس تستمر يومين يُرجح أن يناقش خلالها مع المسؤولين وسائل تعزيز التنسيق لمكافحة الهجرة السرية. وكان بيسون تعهّد بعد توليه منصبه الحالي في مطلع السنة ترحيل 26 ألف مهاجر غير شرعي عبر مطارات فرنسا قبل نهاية العام، أي ما يُعادل عدد المرحّلين في السنة الماضية. وأفاد مصدر مطلع أن زيارته لتونس تندرج في إطار الاتصالات التي تقوم بها فرنسا بالتنسيق مع مصر بوصفهما يشتركان في رئاسة «الاتحاد من أجل المتوسط» مع البلدان المصدّرة للمهاجرين بهدف «إعداد المناخ السياسي المناسب لتنفيذ الاتفاق الذي توصلت إليه البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي العام الماضي في شأن الهجرة غير الشرعية». وأوضح مصدر فرنسي أن الزيارة تندرج أيضاً في إطار متابعة الرئاسة الفرنسية توصيات الاجتماع الوزاري الخاص بالهجرة الذي عقده وزراء العمل والشؤون الاجتماعية في بلدان مجموعة «5 زائدا 5» التي تضم دول الحوض الغربي للمتوسط في البرتغال الشهر الماضي. وتتكامل الجهود الفرنسية في هذا المجال مع خطة إيطالية مماثلة كرّست اللجوء إلى ترحيل المهاجرين غير الشرعيين مباشرة من جزيرة لامبيدوزا (جنوب إيطاليا) إلى بلدانهم وتحويل مركز الاحتجاز في الجزيرة إلى مركز للاعتقال والفرز في آن معاً، تمهيداً للترحيل. يُذكر أن وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني زار تونس وليبيا مطلع العام الجاري ووقّع اتفاقين في هذا المعنى مع السلطات في البلدين. كذلك يُتيح الأسلوب الجديد الاحتفاظ بالمهاجرين غير الشرعيين في المركز مُدداً تصل إلى 18 شهرا تنفيذاً للقرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي والقاضي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم. غير أن مصدراً تونسياً أكد ل «الحياة» أن بيسون سيبحث أيضاً آليات تأمين الحصة السنوية التي تحتاجها فرنسا من العمال المدرّبين والتي حُددت بألفي عامل يُرسلون عبر القنوات الرسمية بعد تلقيهم تدريبات مهنية متخصصة.