قالت مصادر محلية في محافظة مأرب (شرق اليمن) أن مواجهات دامية دارت أمس بين قوات من الجيش وعناصر تابعة لتنظيم «القاعدة» تتخذ مواقع محصنة في وادي عبيدة التابع لمنطقة آل شبوان، ولا تزال المعلومات متضاربة في شأن عدد ضحايا هذه الاحداث. وأكدت المصادر ل «الحياة» أن عشرات من مسلحي «القاعدة» في منطقة آل شبوان في مأرب اختطفوا ثلاثة جنود وقتلوا ثلاثة آخرين على الأقل، كما استولوا على سيارة لنقل الجنود أثناء المواجهات التي اندلعت بينهم وبين قوات للجيش حاولت التوغل في مناطق يُعتقد بأن عناصر من «القاعدة» يتحصنون فيها. ومع بدء وساطة قبيلة لاحتواء الموقف وإيجاد حل للقضية، عززت السلطات قواتها في المنطقة لملاحقة المطلوبين وتحرير الجنود المخطوفين، في وقت لا يزال التوتر يسود المنطقة وسط توقعات بتجدد المواجهات في الساعات المقبلة. وكان رئيس الوزراء اليمني الدكتور علي محمد مجور أعلن أول من أمس أن اليمن يواجه «تحالفاً ثلاثياً شيطانياً خطيراً لزعزعة أمنه واستقراره ووحدته»، يتمثل في مخططات تنظيم «القاعدة» الإرهابية وتمرد «الحوثييين» في محافظة صعدة ونشاطات «الحراك الجنوبي»، الذي وصفه بأنه «تجمع مشبوه لعناصر تخريبية وانفصالية» في بعض مناطق جنوب البلاد. وتعهد مجور بأن الحكومة «ستواجه التحالف الثلاثي وتتصدى له وتُفشل كل مخططاته المشبوهة». في المقابل أعلنت أحزاب المعارضة اليمنية، المنضوية في إطار تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، أمس تعليق حوارها مع حزب المؤتمر الشعبي (الحاكم)، احتجاجاً على ما اعتبرته «تصعيداً للسلطة وحزبها للأزمات ومخالفة ما نص عليه الاتفاق الذي وقعت عليه الأحزاب في شباط (فبراير) الماضي ويقضي بتهيئة المناخ السياسي للبدء بالحوار، والذي بموجبه أجلت الانتخابات البرلمانية لعامين». وجاء موقف أحزاب «المشترك»، رداً على دعوة رئيس الوزراء لقيادات الاحزاب إلى «التعامل المسؤول والاستجابة لدعوة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار الوطني الشامل»، وحضهم في ذات الوقت على تجنب ركوب ما أسماها «موجة التحالف الشيطاني الثلاثي»، في إشارة إلى الاضطرابات التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشمالية والشرقية، بين تنظيم «القاعدة» و»جماعة الحوثي» و»الإنفصاليين». واتهم حزب المؤتمر أحزاب «المشترك» بتعطيل الحوار، مؤكداً في اجتماع عقدته اللجنة العامة أمس بأن «دعوة المؤتمر الشعبي العام إلى الحوار جاءت التزاماً منه بتنفيذ الاتفاق الموقع في شباط الماضي والذي على أساسه تم التمديد لمجلس النواب وتأجيل الانتخابات لعامين بناءً على طلب اللقاء المشترك الذي استجاب له المؤتمر الشعبي العام بعدما كان رأيه واضحاً ومعلناً بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد في 27 نيسان (إبريل) الماضي. وأوضحت اللجنة أن «المؤتمر تحمل مسؤوليته في تنفيذ التعديلات الدستورية والتمديد لمجلس النواب وعمل على أقناع كوادره وقواعده وأنصاره وحلفائه بالقضايا التي تضمنها الاتفاق». من جهة أخرى، اتهمت مصادر في الحكومة اليمنية المتمردين «الحوثيين» بقتل 300 مواطن واختطاف أكثر من 500 خلال عام، في وقت اتهم الموقع الرسمي للحزب الحاكم عناصر تابعة لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي بقتل أربع نساء وإصابة خامسة بجراح خطيرة في قرية الجرشة منطقة «ولد عامر» بمديرية غمر محافظة صعدة (شمال اليمن) بإطلاق الرصاص عليهن وقتلهن بدم بارد»، كما اتهم عناصر أخرى أيضاً تابعة للحوثي بقتل أحد المواطنين الجرحى في منطقة رازح بدم بارد. ونقل الموقع عن مصدر أمني بأن «عناصر الفتنة والتخريب ما زالوا يواصلون خروقاتهم واعتداءاتهم بشكل مستمر على المواطنين واستهداف المشاريع التنموية والخدمية والممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن والدوريات والنقاط الأمنية ومحاولة السيطرة على بعض المساجد والمدارس», إضافة إلى «احتضانهم لمهربي المخدرات واستخدام عائداتها لتنفيذ أهدافهم ومخططاتهم»..