اعتُقل السبت الناطق باسم الرئيس السابق لساحل العاج لوران غباغبو، جاستن كوني كاتينان، بمنفاه في غانا، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن بلده، حيث يُنتظر قرار تسليمه او الإفراج عنه. وتزامن توقيف كاتينان مع تصاعد في التوتر تشهده ساحل العاج بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت القوات الجمهورية، أي جيش ساحل العاج. وقتل السبت أحد افراد الجيش ومجهولان مسلحان ومدني قرب منطقة غراند لاهو التي تبعد 140 كلم غرب ابيدجان (جنوب) في تبادل لإطلاق النار مع «أفراد لم تحدد هوياتهم» عند مركز مراقبة للجيش «بعد مطاردة»، كما قال وزير الدفاع بول كوفي كوفي. وتحدث مصدر عسكري عن مقتل خمسة مهاجمين. وأعلن احد افراد عائلة كاتينان أنه «اوقف امس (الجمعة) في أكرا من قبل الشرطة الغانية عند وصوله من جوهانسبورغ». وزارت القاضية العاجية المكلفة الملف غانا السبت، لكنها لم تتمكن من اقتياده الى ابيدجان. وأكد قريب كاتينان انه قال لزوجته في اتصال هاتفي، إن «تسليمه أمر غير وارد»، موضحاً ان «وضعه كلاجئ سياسي تم تجديده مؤخراً». وقالت محاميته لوسي بورتوميو في اتصال هاتفي من أكرا، إن غانا لا يمكنها تسليم لاجئ ما لم يتم التأكد من انه «يشكل تهديداً لبلده، وهذا ليس محققاً». واضافت: «لكنهم لا يتحدثون حالياً عن إطلاق سراحه». وذكر مصدر قضائي في ساحل العاج، أن القضاء الغاني سيبتّ مطلع الاسبوع المقبل في مصير الناطق باسم غباغبو. وصدرت مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب «جرائم اقتصادية» بحق كاتينان، الذي كان وزير الميزانية في عهد غباغبو خلال المرحلة التي تلت الانتخابات (كانون الاول/ ديسمبر 2010 - نيسان/ أبريل 2011) وقتل خلالها ثلاثة آلاف الشخص وانتهت بسقوط غباغبو الذي كان يرفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2010. ويقيم جوستين كوني كاتينان الذي يعارض بشدة النظام الحالي، في غانا منذ انتهاء الازمة. أما غباغبو، فاعتقل في 11 نيسان (ابريل) 2011 وما زال مسجوناً منذ نهاية 2011 في لاهاي لدى المحكمة الجنائية الدولية التي تشتبه بانه ارتكب جرائم ضد الانسانية. وحتى الآن لم تنفذ سوى مذكرة توقيف واحدة بحق مسؤولين في المنفى من عهد غباغبو، وهي تلك التي صدرت بحق وزير الدفاع مويز ليدا كواسي، الذي اعتقل في توغو في السادس من حزيران (يونيو) الماضي وسلم الى ساحل العاج. واستهدفت الجيش في ساحل العاج عدة هجمات ما دفع الرئيس الحسن وتارا الى اتهام ميليشيات وعسكريين موالين لغباغبو يتمتعون بدعم منفيين في غانا، بارتكابها لكن الجبهة الشعبية لساحل العاج، حزب غباغبو نفت ذلك. وآخر هذه الهجمات استهدف حاجزاً للجيش وشنه «اشخاص يستقلون شاحنة صغيرة واحدة على الاقل»، موضحاً ان «جندياً قتل وأصيب آخر ونقل الى ابيدجان. كما قتل خمسة مهاجمين وتمت مصادرة آلية»، كما افاد مصدر عسكري. وتشهد ساحل العاج منذ بداية الشهر الجاري تصاعداً للتوتر إثر هجمات دامية استهدفت الجيش.