علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن عناصر الخليتين الإرهابيتين اللتين كشفت عنهما السلطات الأمنية في الرياضوجدة أمس، يتلقون تعليماتهم «مباشرة» من فرع تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يتزعمه اليمني ناصر الوحيشي، مشيرة إلى أن أحد عناصر الخلية من اليمنيين الستة الذين ألقي القبض عليهم في الرياض جُنّد ودُرّب في معسكرات التنظيم في اليمن قبل أن ينضم إلى خلية في المملكة. وأوضحت المصادر أن عناصر خلية الرياض التي يتزعمها سعودي وأعضائها ستة يمنيين، وخلية جدة الذي يتزعمها سعودي (قبض عليهم) جهّزوا المتفجرات وقاموا بتجربتها خارج مدينة الرياض، بحيث تكون الخليتان في طور الاستعداد؛ متى ما تحدد الهدف الذي يقرره فرع تنظيم القاعدة في اليمن. وأشارت إلى أن خلية الرياض كانت على تواصل مع فرع التنظيم في اليمن، وتتلقى المعلومات منهم عبر الإنترنت، علماً بأن نائب التنظيم هناك؛ سعيد الشهري (سعودي الجنسية) أحد المطلوبين على قائمة ال85. وأضافت: «أن مهمة عناصر الخليتين الإرهابيتين في الرياضوجدة، تقتصر على التجنيد والتنفيذ، أما تحديد الأهداف سواء أكانت مواقع لمنشآت العامة أم أشخاص، يرجع إلى التنظيم في اليمن». ولفتت المصادر إلى أن أحد اليمنيين الستة الذين قبض عليهم، تم تأهيله في اليمن قبل أن يلتحق بعناصر الخلية في الرياض، واستغل سلامة موقفه الأمني في السفر إلى المملكة، والبقاء بشكل نظامي حتى لا يلفت الانتباه، وهو ما استغل في توظيفه كمحرك رئيسي بين القيادات في اليمن والعناصر في المملكة بما فيهم قائد الخلية في الرياض. وذكرت المصادر أن صالح السحيباني وعلي آل عرار عسيري اللذين دعتهما وزارة الداخلية لتسليم أنفسهما، منقطعين عن ذويهما منذ فترة، وتم إبلاغ أسرتهما بوجوب تسليم أنفسهم من أجل تحديد موقفهما الأمني من القضية، خصوصاً أن اسميهما وردا خلال التحقيقات الأمنية مع عناصر الخلية، مؤكدة في الوقت نفسه أن عدم تسليم السحيباني وعسيري نفسيهما سيجعلهما يعاملان معاملة المطلوب الأمني. وذكرت المصادر أن تنظيم «القاعدة» سعى إلى استهداف المملكة من الخارج وأخفق، وحاولت مجدداً استهداف المملكة من الداخل وفشل، لينتقل بعناصره إلى الخارج من أجل الاستمرار في عملية الاستهداف، إلا أن محاولاته تنتهي بالفشل. وأضافت: «الجماعات الإرهابية قبل أن تخطط لأهدافها التكفيرية، تبحث عن الأشخاص المغررين بها، من أجل البدء في أعمالها الإرهابية، وذلك بعد ضبط عدد منهم تسللوا عبر الحدود السعودية اليمنية». وقال المتحدث الرسمي في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في بيان نشر على «وكالة الأنباء السعودية»، أن المتابعة الأمنية المكثفة لهذه العناصر أظهر بلوغهم مرحلة متقدمة في السعي إلى تحقيق أهدافهم، تتضمن إعداد وتجهيز المتفجرات وتجربتها خارج مدينة الرياض، وهو ما أدى إلى إصابة أحدهم بحروق وبتر في أصابعه. وأشار اللواء التركي إلى أن قوات الأمن تمكنت من القبض على مواطن تزعم هذه الخلية، وأدلى بمعلومات تفصيلية عن عناصرها ومخططاتها والتجهيزات التي عملوا على إعدادها، وأفصح عن معرفات على شبكة الإنترنت، كانوا يتواصلون من خلالها مع التنظيم الضال، وآخرين ممن هم على شاكلتهم، ومنها: «الأسد الهصور» و«فارس المعركة» و«نمر الجهاد» و«أبو جندل اليماني». وأضاف: «نتج من ذلك القبض على ستة من عناصر الخلية، وجميعهم من الجنسية اليمنية، واستكملت التحقيقات معهم، وصدقت اعترافاتهم شرعاً، فيما تم تفتيش ثلاثة مواقع، أحدها عبارة عن غرفة ملحقة بأحد المساجد في الرياض، وعثر فيها على مواد كيماوية تستخدم لتصنيع المتفجرات، وجوالات مشرّكة لاستخدامها في التفجير عن بعد، ووثائق ومبالغ نقدية تم التحفظ عليها». ولفت المتحدث باسم وزارة الداخلية إلى أن التحقيقات الأمنية مع عناصر الخلية، كشفت روابط أخرى مع خلية مختلفة في مدينة جدة، وألقي القبض على أحد عناصرها وهو سعودي الجنسية الذي عمل على إعداد مواد كيماوية متفجرة وتجربتها، وفقاً لأقواله المصدقة شرعاً، ولا يزال الموضوع محل المتابعة الأمنية. وأكد اللواء التركي أن الجهات الأمنية ترغب في استدعاء كل من المواطن صالح محمد عبدالرحمن السحيباني والمواطن علي ناصر عبدالله آل عرار عسيري، المتواريين عن الأنظار لإيضاح حقيقة موقفيهما، وتم إبلاغ ذويهما بذلك، محذراً في الوقت نفسه كل من يؤويهما أو يتعامل معهما من الوقوع تحت المساءلة النظامية.