تعمقت الخلافات بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية حول كيفية التعامل مع الملف النووي الايراني. ورفضت اسرائيل الموقف الاميركي الذي يرى ان تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يزيد من فرصة الحلول الدبلوماسية لانهاء ازمة التسلح النووي الايراني. وفيما روجت اسرائيل لصور تدعي انها للمنشات النووية الايرانية وتؤكد على مواصلة ايران بناء وتطوير هذه المنشات ، اعلنت الحكومة الاسرائيلية ان التقرير يقوي موقف الحكومة الايرانية بشان برنامجها النووي، مشيرة ان التقرير الجديد للوكالة الدولية يؤكد أن إيران وضعت المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع النووي تحت الارضي الواقع بالقرب من مدينة قم الإيرانية، وأن هذه الأجهزة تخصب اليورانيوم بنسبة 20%. وفي لقائه الاخير مع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، مايك روجرز، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن المعلومات الجديدة التي يكشفها تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو "دليل آخر على أن إيران تتقدم بتسارع نحو إنتاج أسلحة نووية وسط تجاهل تام للمطالب الدولية". وفي ترويجها لصور نسبتها اسرائيل الى "المعهد للمعلومات والأمن الدولي في واشنطن"، ادعت ان الصور التقطت اواسط الشهر الجاري بواسطة الاقمار الاصطناعية وتظهر فيها تغييرات تثير الشكوك حول تجديد إيران عملية إخفاء نشاطاتها في المفاعل النووي في بارشين. وتظهر الصور،بحسب اسرائيل، مبنى يشتبه أن إيران أجرت تجارب في داخله مرتبطة بتطوير أسلحة نووية، وقد تمت تغطيته كله بالقماش. وفي تحليل الاسرائيليين للصور فقد قامت ايران في الاشهر الأخيرة بهدم مبنيين مجاورين للمبنى المركزي الذي يشتبه بأن التجارب أجريت بداخله. كما جرت تغطية المبنى بقماش باللون الوردي، وهو ما اشتبه بأنه للتمويه على عملية تنظيف وإخفاء آثار التجربة عن الأقمار الصناعية. وبحسب الاسرائيليين فان تحليل الصور يشير الى انه تجري في قاعدة بارشين ابحاث وعملية تطوير البرنامج النووي العسكري الإيراني ،فيما زيارات مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابل محاولة إيران الإخفاء، يضاعف الشبهات من إن البرنامج النووي العسكري الإيراني يتقدم بأسرع مما كان يعتقد الغرب.